شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا قياسيًا في تكاليف التأمين العقاري خلال النصف الأول من عام 2025، في ظل تصاعد تأثير الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ على سوق التأمين، خاصة في الولايات الأكثر عرضة للمخاطر مثل كاليفورنيا وكارولاينا.ووفقًا لتقرير "مورتجيدج مونيتور" الصادر عن شركة "إنتركونتيننتال إكستشينج"، ارتفع متوسط أقساط التأمين على المنازل المرهونة بنسبة 4.9% خلال الفترة من يناير إلى يونيو، ليصل المتوسط السنوي إلى نحو 2370 دولارًا، وهو أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.وأوضح التقرير أن ولايتي كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية كانتا من بين الأكثر تأثرًا، حيث قفزت التكاليف بشكل ملحوظ بعد الأضرار الكبيرة التي خلفها إعصار "هيلين" والفيضانات المصاحبة له العام الماضي.وفي المقابل، ما زالت كاليفورنيا تواجه ضغوطًا إضافية نتيجة الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات التي اندلعت في يناير، والتي كبّدت شركات التأمين أعباء مالية ضخمة.هذا الارتفاع المتسارع في أقساط التأمين يعكس الضغوط المتزايدة على الأسر الأمريكية، إذ لم تعد تكاليف السكن مرتبطة فقط بأسعار الفائدة أو أسعار العقارات، بل باتت عوامل المناخ والظواهر الطبيعية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأعباء المالية الشهرية.ويرى محللون أن هذه التطورات قد تدفع بعض الأسر إلى إعادة النظر في خيارات السكن أو حتى الخروج من أسواق العقارات الأكثر عرضة للمخاطر البيئية.في المقابل، تواجه شركات التأمين تحديًا متزايدًا في إيجاد توازن بين الحفاظ على قدرتها المالية ومواجهة التكاليف الباهظة لتعويض الخسائر، الأمر الذي يثير مخاوف من استمرار موجة ارتفاع الأقساط خلال السنوات المقبلة إذا استمرت وتيرة الكوارث المناخية.