أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الخميس تراجعًا غير متوقع في مخزونات الجملة خلال شهر أغسطس، في وقت شهدت فيه البلاد انخفاضًا في الواردات السلعية، وهو ما ساعد على تقليص حجم العجز التجاري للسلع.فقد انخفضت مخزونات البضائع غير المبيعة لدى تجار الجملة بنسبة 0.2% على أساس شهري، لتسجل 905.2 مليار دولار، مقارنة بزيادة طفيفة قدرها 0.1% في يوليو الماضي، بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنحو 0.2%. ويعكس هذا التراجع الحاد تباطؤًا في وتيرة تراكم المخزونات في القطاع wholesale.وعلى أساس سنوي، ارتفعت مخزونات الجملة بنسبة 0.7% مقارنة مع مستويات أغسطس 2024، وهو ما يمثل عامل دعم إضافي للاستثمار في المخزون، ومن ثم يعزز من النمو الاقتصادي في الربع الثالث من العام الجاري. ويُنظر إلى هذا الارتفاع السنوي على أنه إشارة إلى استقرار نسبي في نشاط الشركات رغم التراجع الشهري الأخير.أما على صعيد مخزونات التجزئة، فقد بلغت قيمتها المعدلة موسميًا نحو 809.4 مليار دولار بنهاية أغسطس، بزيادة سنوية قدرها 1%. غير أن هذه المخزونات لم تُسجل تغيرًا يُذكر على أساس شهري مقارنة بمستويات يوليو، مما يعكس ثباتًا في مستويات العرض مقابل الطلب في قطاع التجزئة.وتحظى بيانات المخزونات بأهمية خاصة لدى المحللين والمستثمرين، إذ تُعد عنصرًا رئيسيًا في حساب الناتج المحلي الإجمالي، كما توفر إشارات حول اتجاهات الإنتاج والاستهلاك في الاقتصاد الأمريكي.الانخفاض المفاجئ لمخزونات الجملة قد يعكس حذرًا من جانب الشركات تجاه تراكم البضائع، لكنه في الوقت نفسه ساهم في الحد من اتساع فجوة العجز التجاري، وهو ما قد يدعم قراءة أقوى للنمو في الفترة المقبلة.