
تكبدت العملة الرقمية "بيتكوين" خسائر واسعة خلال الأسبوع، حيث تداولت دون 100 ألف دولار، وذلك لأول مرة منذ أربعة أشهر، مع استمرار عزوف المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر.
وشهد سوق الكريبتو موجة بيع واسعة، خسر على إثرها مليارات الدولار، ليمحو المكاسب القوية التي سجلها منذ بداية العام الجاري.
ووصلت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى ذروتها عند 4.4 تريليونات دولار في السادس من أكتوبر 2025، قبل أن تتراجع بنسبة 20% منذ ذلك الحين، ما يعني تقليص مكاسب العام إلى حوالي 2.5% فقط.
وعقب هذا الصعود القوي، تلقى سوق العملات الرقمية تصفية مفاجئة لمراكز تداول بالرافعة المالية قيمتها نحو 19 مليار دولار، بعد أيام قليلة من تسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق.
وتتداول بيتكوين حاليًا بالقرب من 101 ألف دولار، منخفضة بنسبة 1.6% خلال 24 ساعة الأخيرة، بعد تصحيح بنحو 20% عن ذروتها الأخيرة نتيجة عمليات تصفية قياسية في العقود الدائمة بتاريخ 10 أكتوبر، وهي الأكبر في تاريخ سوق العملات الرقمية، تلتها تصفيات أصغر في 3 نوفمبر عقب حادثة اختراق منصة "Balancer" التي خسرت نحو 128 مليون دولار.
وعلى عكس التوقعات، انهارت بيتكوين بشكل حاد، وسجلت مستويات متدنية، وكان من المتوقع أن تتجاوز بيتكوين مستوى 150 ألف دولار، بحلول نهاية هذا العام، بفضل الدعم القوي الذي قدمه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لقطاع العملات المشفرة منذ توليه رئاسة البلاد في يناير الماضي.
وتأثر سوق العملات الرقمية مثل غيره من الأسواق العالمية، بحالة عدم اليقين في الولايات المتحدة، مع استمرار الإغلاق الحكومي، الذي دخل شهره الثاني، دون وجود أي مؤشرات على اقتراب انتهائه.
يشار إلى أن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، تسبب في عرقلة صدور البيانات الاقتصادية الهامة، وبالتالي زادت حالة الضبابية حول أداء أكبر اقتصاد في العالم.
ويرى المحللون أن هذا التراجع الحاد في سعر البيتكوين يرجع إلى تصفية المراكز المضاربية، نتيجة جني الأرباح، بعدما قفز سعر بيتكوين لأعلى مستوى له على الإطلاق، في جلسة السادس من أكتوبر الماضي، حين تجاوزت 125 ألف دولار.
ومع بدء البيتكوين في التراجع نتيجة عمليات التصحيح، اتجاه أغلب المتعاملون إلى البيع، خوفًا من مزيد من الهبوط، مما دفع العملة الرقمية الأشهر في العالم والأكبر من حيث القيمة السوقية إلى الهبوط بالفعل لمستوى قياسي منخفض.
وهبطت البيتكوين مع تراجع ثقة المستهلك الأمريكي، حيث سجل مؤشر جامعة ميشيجان 50.3 نقطة في نوفمبر الجاري، مقارنة مع 53.6 نقطة في أكتوبر، وهي مستويات تشبه فترات الركود الكبرى.
أدت تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بشأن مسار أسعار الفائدة في المستقبل، إلى إرباك السوق العالمي وهبوط العملات الرقمية على رأسها بيتكوين.
قال باول، في مؤتمر صحفي، إن خفض سعر الفائدة الأمريكية في اجتماع ديسمبر القادم ليس أمرًا مؤكدًا، في ظل احتمالات عودة التضخم للارتفاع نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وارتفعت توقعات التضخم لتصل إلى 3.6% على المدى المتوسط، مما قد يؤثر بالطبع على قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
ورغم الدعم المتنامي من المؤسسات المالية والحكومات للعملات الرقمية، مازال مستقبل قطاع التشفير غامض، وصار من الصعب التنبؤ بمساره، خاصة في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية الحالية.
لكن محللو البنك الأمريكي " جي بي مورجان" توقعوا أن يشهد سعر البيتكوين ارتفاعًا كبيرًا قد يصل إلى 170 ألف دولار خلال الفترة بين ستة إلى اثني عشر شهرًا.
ويرى محللو البنك إلى أن مرحلة تصفية الرافعة المالية في العقود الدائمة قد انتهت إلى حد كبير.
وأصدر البنك تقرير، قال فيه:" نعتقد أن العقود الدائمة هي الأداة الأهم في المرحلة الحالية، والرسالة من الاستقرار الأخير هي أن مرحلة تقليص الرافعة المالية أصبحت خلفنا".






