يواجه سعر بيتكوين مخاطر محتملة مع تراجع كل من نسبة MVRV (القيمة السوقية إلى القيمة المدركة) ومؤشر الخوف والجشع، مما يظهر تراجعًا في معنويات السوق. مع انخفاض هذين المؤشرين، تتزايد المخاوف بشأن التوقعات السلبية لبيتكوين. فقد أظهر مؤشر MVRV، الذي يقيس الفارق بين السعر السوقي والقيمة المدركة لبيتكوين، اتجاهًا هابطًا، مما يشير إلى أن بيتكوين قد يكون مبالغًا في تقييمه عند المستويات الحالية.
في الوقت نفسه، انتقل مؤشر الخوف والجشع إلى منطقة "الخوف"، مما يعكس تراجع الثقة بين المستثمرين.
تشير هذه المؤشرات المجمعة إلى أن سعر بيتكوين قد يكون مهددًا بمزيد من التراجع، خاصة إذا استمرت معنويات السوق في الضعف. يُنصح المستثمرون بمراقبة هذه المؤشرات عن كثب بحثًا عن إشارات لتصحيحات محتملة أو فرص في سوق العملات الرقمية المتقلب.
لماذا توقفت حركة سعر بيتكوين؟ تراجع مؤشرات السوق يشير إلى توقعات سلبية
استمر سعر بيتكوين في مرحلة التوحيد حيث ظل مؤشر الخوف والجشع عند مستوى محايد، في حين انخفض مؤشر Z الخاص بالقيمة السوقية والقيمة المدركة إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر.
ويحدث هذا التوقف في حركة السعر في وقت يظل فيه المستثمرون على الهامش في انتظار محفزات جديدة. تظهر بيانات من SoSoValue أن الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين (ETF) قد تراجع بشكل ملحوظ بين المستثمرين الأمريكيين، حيث سجلت هذه الصناديق خروج صافي بقيمة أكثر من 650 مليون دولار في الأيام الأربعة الماضية.
عندما تقوم صناديق الاستثمار المتداولة ببيع بيتكوين من حيازاتها، فإن ذلك يؤدي إلى ضغط هبوطي على السعر، ويشير إلى تدفقات خارجية من الاستثمارات ويزيد من تقلبات السوق. قد تكون عمليات البيع هذه مدفوعة بعوامل مثل سحب الاستثمارات أو تحولات في محافظ المؤسسات أو إعادة التوازن في الصناديق.
وإذا قامت عدة صناديق ببيع بيتكوين في نفس الوقت، فقد يؤدي ذلك إلى تضخيم تقلبات الأسعار، خصوصًا في فترات السوق منخفضة السيولة. بالإضافة إلى ذلك، قد يستغل المتداولون في سوق التحكيم الفروقات بين أسعار الصناديق والسعر الفعلي لبيتكوين.
ما الذي يقف وراء توقف السعر؟
تأتي هذه التوقفات في حركة السعر في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية والاحتمالات المتعلقة بتثبيت أسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة.
حيث يشعر المستثمرون بالقلق من أن الرسوم الجمركية التي قد يفرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ستؤدي إلى نشوب حرب تجارية وتسبب تقلبات إضافية في الأسواق. هذا من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى زيادة التضخم حيث قد تضطر الشركات لرفع أسعارها في الولايات المتحدة. أظهرت البيانات الأخيرة أن معدل التضخم السنوي ارتفع من 2.9% في ديسمبر إلى 3% في يناير، في حين انتقل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي من 3.2% إلى 3.3%.
تحت الظروف الحالية، تميل بيتكوين والأصول عالية المخاطر إلى تحقيق أداء أقل عندما يتبع الاحتياطي الفيدرالي سياسة متشددة. وفي شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن البنك المركزي سيحافظ على سياسته الحالية حتى تبدأ التضخمات في الانخفاض. هذا التوجه المتشدد يزيد من قلق المستثمرين.
تغيرات في معنويات المستثمرين
شهد مؤشر الخوف والجشع تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض من منطقة الجشع الشديد التي كانت عند 90 في عام 2024 إلى منطقة الخوف التي سجلت 40. علاوة على ذلك، تراجع مؤشر Z الخاص بـ MVRV (القيمة السوقية إلى القيمة المدركة) إلى 2.49، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له لهذا العام عند 3. يعد مؤشر MVRV أداة شائعة لقياس تقييم العملات الرقمية، من خلال طرح القيمة المدركة للسوق من القيمة السوقية المتداولة ثم تعديل النتيجة. بشكل عام، يشير الرقم أقل من 3.5 إلى أن العملة الرقمية قد تكون مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.
تاريخيًا، يشير الانخفاض في مؤشر الخوف والجشع، بالإضافة إلى تراجع MVRV والفائدة المفتوحة على العقود الآجلة، إلى احتمالية تراكم الاستثمارات من قبل مستثمري "المال الذكي".
التحليل الفني لبيتكوين
من الناحية الفنية، يظهر الرسم البياني اليومي أن سعر بيتكوين ظل دون مستوى الـ100,000 دولار في الأيام الماضية، وبقي في نطاق ضيق خلال الشهرين الماضيين. كما انخفض سعر بيتكوين تحت المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا، وهو ما يعتبر إشارة سلبية. علاوة على ذلك، تشكل نمط القمة المزدوجة عند 108,440 دولارًا. لذلك، سيظل التوقع العام لبيتكوين هابطًا طالما بقي السعر دون هذا المستوى. في المقابل، إذا تمكن السعر من تجاوز 108,440 دولارًا، فإنه سيبطل نمط القمة المزدوجة ويحول التوقعات إلى اتجاه صعودي. من جهة أخرى، في حال هبوط السعر تحت مستوى 89,055 دولارًا، فإن هذا سيشير إلى مزيد من الانخفاضات، مع وجود مستوى دعم التالي عند 73,613 دولارًا.
أما بالنسبة لإيثريوم، فهو يتداول حاليًا عند 2,693.91 دولارًا، بتراجع طفيف بلغ 0.3%.