
أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية أولى جلسات آخر أسبوع تداول كامل من العام على تراجع، مع عودة الضغوط على أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما أثّر بشكل خاص على أداء مؤشر ناسداك.
ورغم افتتاح المؤشرات الثلاثة على ارتفاع، أغلقت الأسواق على انخفاض، حيث تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0.6%، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.2%، فيما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 0.1%.
وجاء هذا الأداء امتدادًا لخسائر جلسة الجمعة الماضية، حين تراجعت الأسواق بشكل حاد بفعل استمرار الضغوط على أسهم التكنولوجيا وسط مخاوف من فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وهبط ناسداك بنسبة 1.7%، بينما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1% بعد أن كان قد سجّل، إلى جانب داو جونز، أعلى إغلاق تاريخي يوم الخميس.
أما داو جونز، فرغم تسجيله مستوى قياسيًا جديدًا خلال التداولات المبكرة، فقد أنهى الجلسة منخفضًا بنسبة 0.5%.
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور عدة بيانات اقتصادية مهمة، في مقدمتها بيانات التوظيف لشهر نوفمبر الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، والتي تحظى بمتابعة دقيقة بعد أن ربط مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراره الأخير بخفض أسعار الفائدة بمخاوف تتعلق بضعف سوق العمل.
كما يُنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر ومخزونات الأعمال لشهر سبتمبر، والتي ستوفر مؤشرات أوضح على قوة الطلب الاستهلاكي.
وعلى مستوى الأسهم الفردية، واصلت أسهم أوراكل تراجعها، لتغلق منخفضة بنسبة 2.7%، بعد أن فقدت نحو 15% من قيمتها خلال آخر جلستي تداول الأسبوع الماضي عقب إعلان نتائج أعمال مخيبة للآمال.
كما انخفضت أسهم برودكوم بنحو 6%، بعد هبوط حاد بلغ 11% يوم الجمعة، رغم تداولها عند مستوى قياسي في وقت سابق من الأسبوع.
وفي المقابل، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة 0.7% بعد خسائر قوية، بينما تراجعت أسهم ميكرون تكنولوجي وأدفانسد مايكرو ديفايسز بنسبة 1.5% لكل منهما.
وتصدرت أسهم ServiceNow قائمة الخاسرين في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد هبوطها بأكثر من 11% عقب تقرير عن قرب استحواذها على شركة الأمن السيبراني Armis.
وفي أسواق السلع، ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.2% لتصل إلى 4,335 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست خلال الجلسة مستوى يقارب 4,385 دولارًا، مقتربة من أعلى مستوى تاريخي لها عند 4,398 دولارًا المسجل في 20 أكتوبر.
واستقر عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب 4.18%، بعد أن بلغ 4.21% الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، وذلك قبل خفض الفائدة الأخير من الاحتياطي الفيدرالي.
أما في أسواق العملات والطاقة، فقد جرى تداول بيتكوين قرب 85,800 دولار في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، منخفضة من أعلى مستوياتها اليومية التي اقتربت من 90,000 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.1% إلى 98.30 نقطة، وهو أدنى إغلاق له منذ منتصف أكتوبر.
في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.3% لتستقر عند 56.70 دولارًا للبرميل.
وعلى الصعيد العالمي، انعكس ضعف وول ستريت على أداء الأسواق الخارجية، حيث شهدت الأسواق الآسيوية تعاملات متباينة في ختام الجلسات، إذ تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنحو 0.5% متأثرًا بانخفاض أسهم شركات التكنولوجيا والرقائق.
كما انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ قرابة 1% وسط حذر المستثمرين.
وفي المقابل، تحرك مؤشر شنغهاي المركب الصيني ضمن نطاق ضيق مائل إلى الاستقرار بدعم من أسهم القطاعات الدفاعية.
وفي أوروبا، افتتحت الأسواق تعاملاتها على أداء حذر مائل للتراجع، متأثرة بالخسائر الأميركية وترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية العالمية.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بشكل طفيف مع تراجع أسهم التكنولوجيا والسلع الأساسية، في حين حدّ الأداء الإيجابي لقطاعي البنوك والطاقة من الخسائر.
كما شهد مؤشر فوتسي 100 البريطاني تحركات محدودة، بينما تراجع كل من مؤشر داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي بنسب طفيفة، في ظل انتظار الأسواق لإشارات أوضح بشأن مسار أسعار الفائدة وآفاق النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
ومن المتوقع أن تشهد الأسواق خلال تعاملات اليوم حالة من الحذر والتذبذب، في ظل ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية المرتقبة وتأثيرها المحتمل على توجهات السياسة النقدية.
مع بقاء أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحت ضغط نسبي نتيجة عمليات جني الأرباح ومخاوف التقييمات المرتفعة، في مقابل ميل نحو القطاعات الدفاعية.
بينما يُرجّح أن يحافظ الذهب على دعم نسبي قرب مستوياته المرتفعة مدعومًا بضعف الدولار.
في حين قد يواصل النفط أداءه الضعيف وسط مخاوف الطلب العالمي، مع استمرار التقلبات الحادة في العملات الرقمية، خاصة بيتكوين، قرب المستويات النفسية.






