كيف ستؤثر رسوم "ترامب" الجمركية على نمو الاقتصاد الصيني؟

كيف ستؤثر رسوم "ترامب" الجمركية على نمو الاقتصاد الصيني؟

يتأهب العالم لحرب تجارية واسعة مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" لولاية ثانية في 20 يناير القادم، وفي ظل تهديداته المستمرة بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية.

ويبدو أن التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم ستشتعل بشكل قوي خلال العام المقبل، مما سيؤثر بشدة على نمو الاقتصاد الصيني، الذي يعاني بالفعل في الوقت الحالي.

يشار إلى أن الصادرات الصينية تعد المحرك الرئيسي للنمو، حيث أسهمت بشكل واضح في تدعيم نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري في ظل ضعف سوق العقارات.

لكن التوقعات لعام 2025 تشير إلى تباطؤ محتمل في وتيرة النمو، وقد تضطر الحكومة الصينية إلى البحث عن أدوات جديدة لحماية الاقتصاد من الانهيار.

وحذر المحللون من ضعف أو انكماش نمو الصادرات الصينية خلال العام القادم، بفعل الرسوم الجمركية الإضافية التي ينوي "ترامب" فرضها.

بحسب البيانات الرسمية، ارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 5.4% بالدولار في الفترة من يناير إلى نوفمبر لتصل إلى 3.2 تريليون دولار، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما عزز نمو الناتج المحلي الإجمالي في وقت تكافح فيه السلطات من أجل استعادة ثقة المستثمرون في ظل تباطؤ سوق العقارات.

توقع محللو البنك الأمريكي "غولدمان ساكس" تراجع الصادرات الصينية بنحو 0.9% بالدولار خلال العام المقبل، في حين توقع "يو بي إس" و"نومورا" نموًا صفريًا للصادرات.

في المقابل، تتوقع بنوك أخرى من بينها "مورغان ستانلي" و"آي إن جي" إلى استمرار ارتفاع الصادرات، ولكن بمعدل أبطأ بكثير مما كانت عليه هذا العام.

ومن المحتمل أن تنمو صادرات السلع الصينية 2% فقط خلال العام المقبل، وهو تراجع قوي عن توقعات النمو البالغة 3.9% قبل شهر.

ستؤدي الرسوم الجمركية التي ينوي "ترامب" فرضها على الصادرات الصينية إلى تراجع الطلب على المنتجات الصينية في السوق الأمريكية، مما سيؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ.

تراجع الصادرات من المحتمل أن يفاقم مشكلة الانكماش التي يعاني منها الاقتصاد الصيني في الوقت الحالي، حيث لم يتعافى بشكل تام من توابع جائحة كورونا، مما سيؤثر على الأسعار والأرباح، ويزيد الضغوط على الاقتصاد.

حالة عدم اليقين الناتجة عن تلك التوترات قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما سيؤثر بدوره على فرص العمل والنمو الاقتصادي.

وقال كبير خبراء الاقتصاد الصيني في بنك نومورا، تينج لو، إن التعريفات الجمركية قد تبدأ في التأثير على صادرات الصين اعتبارًا من منتصف عام 2025، وأن تتراجع بنسبة 3.5% خلال عام 2026.

ومن جانبه، قال كبير الاقتصاديين في شركة ACY، الدكتور نضال الشعار، إن الرسوم الجمركية التي تنوي الولايات المتحدة فرضها على الصين ستحلق ضررًا كبيرًا باقتصاد البلاد.

وأشار إلى أن الصين تعد واحدة من أكبر المصدرين للولايات المتحدة، وهذه الرسوم الإضافية ستؤدي إلى تراجع كبير في حجم التصدير، مما سيؤثر سلبًا على عمليات الإنتاج في أغلب الشركات الصينية.

ويرى المحللون أن السلطات الصينية ستتخذ بعض الإجراءات لحماية اقتصاد البلاد من تأثير تلك الرسوم، مثل السماح بخفض قيمة اليوان كما سيتم الإعلان عن إجراءات جديدة لتحفيز نمو الاقتصاد المحلي.