تعمل شركة "إكس إيه آي" (xAI)، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على تنفيذ خطة توسعية طموحة في قطاع الذكاء الاصطناعي، تتضمن جمع تمويل يصل إلى 12 مليار دولار، وفقًا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مصادر مطلعة.
وتُعد هذه الخطوة أحدث مؤشر على تصاعد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد حاليًا تدفقات ضخمة من رؤوس الأموال وتوسعًا سريعًا في القدرات التقنية.
جهات التمويل والتحالفات الاستثمارية
بحسب التقرير، تتعاون "xAI" مع شركة الاستثمار الخاصة "Valor Equity Partners" – التي يرأسها أنطونيو غراسياس، أحد أقرب المقربين من ماسك – لتأمين هذا التمويل الكبير.
وتخوض "فالور" حاليًا مفاوضات نشطة مع عدد من المقرضين المحتملين لجمع رأس المال، بهدف تمويل مشاريع البنية التحتية التقنية التي تعمل عليها "xAI".
وتجدر الإشارة إلى أن غراسياس يتمتع بسجل طويل من التعاون مع ماسك، حيث كان من أوائل المستثمرين في "تسلا" و"سبيس إكس"، وهو ما يعزز من الثقة بين الطرفين في مشاريع الاستثمار المشتركة.
الهدف من التمويل: مركز بيانات متطور
المصادر كشفت أن جزءًا كبيرًا من التمويل المستهدف سيتم تخصيصه لتأجير رقائق إلكترونية متقدمة تُستخدم في بناء مركز بيانات عملاق، سيكون بمثابة العمود الفقري لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، وعلى رأسها روبوت المحادثة "جروك" (Grok).
وتهدف الشركة إلى توفير بنية تحتية فائقة القدرة قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات، ما يعزز من أداء النماذج اللغوية وتحسين قدرتها على التفاعل البشري.
موقع xAI في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي
تأسست شركة "xAI" في عام 2023، وتُعد أحدث الكيانات ضمن الإمبراطورية التكنولوجية لإيلون ماسك، حيث تسعى لمنافسة شركات كبرى مثل OpenAI وAnthropic وGoogle DeepMind.
وتتمثل الرؤية المعلنة لـ xAI في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتسم بالشفافية والموثوقية، وتجنّب الانحيازات والتلاعب بالنتائج – وهي مآخذ انتقدها ماسك مرارًا في منافسيه.
ويمثل "جروك"، وهو روبوت محادثة ذكي متكامل مع منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أحد أولى منتجات الشركة، ويُستخدم كنموذج تفاعلي يستفيد من الكم الهائل من البيانات المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الأفعال والموقف الرسمي
حتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من "xAI" أو "Valor Equity Partners" بشأن ما ورد في التقرير، رغم محاولات عدة من وسائل الإعلام، منها "رويترز"، للحصول على تأكيدات أو توضيحات إضافية.
سباق عالمي نحو الحوسبة الفائقة
تأتي هذه الأنباء في ظل اشتداد المنافسة العالمية على تأمين البنية التحتية الرقمية اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي. وتشهد شركات التكنولوجيا الكبرى سباقًا محمومًا لتوفير الرقاقات الإلكترونية المتقدمة، والتي أصبحت عنصرًا استراتيجيًا لا غنى عنه في التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة، التي تتطلب قدرة هائلة على المعالجة والتخزين.
ومع تصاعد وتيرة الاستثمار في هذا القطاع، من المتوقع أن يشهد النصف الثاني من 2025 مزيدًا من الصفقات الكبيرة، وسط تساؤلات حول قدرة الشركات الناشئة على مجاراة عمالقة التكنولوجيا في سباق الحوسبة الفائقة.