أطلقت شركة "بيجاترون" التايوانية، المزود الرئيسي لشركات التكنولوجيا العالمية مثل "آبل" و"ديل"، تحذيرًا صارمًا بشأن أزمة محتملة في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية داخل الولايات المتحدة، نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الشركة إلى أن هذه الرسوم خلقت حالة من التردد والجمود في قرارات الشراء لدى تجار التجزئة الأمريكيين، مما ينذر بتراجع كبير في المعروض من المنتجات الإلكترونية خلال الفترة المقبلة.
وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، أكد "تي إتش تونغ"، رئيس مجلس إدارة "بيجاترون"، أن حالة الغموض والقلق التي خلفتها الرسوم الجمركية دفعت تجار التجزئة في الولايات المتحدة إلى خفض حجم الطلبيات، وتأجيل الشحنات المنتظرة.
وحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى فراغ أرفف المتاجر الأمريكية من الإلكترونيات خلال شهرين فقط، قائلاً إن المشهد قد يصبح مشابهاً لما يحدث في "دول العالم الثالث"، في إشارة إلى حجم النقص المتوقع.
ورغم أن إدارة ترامب كانت قد قررت تعليق فرض الرسوم على غالبية الدول، فإن الصين ظلت مستثناة، مع استمرار تطبيق تعريفة بنسبة 10% على واردات الإلكترونيات من جميع الدول، وهو ما زاد من حالة التردد لدى المستوردين.
ويرى التجار أن الرسوم قد تُلغى في حال حدوث تقدم ملموس في المفاوضات التجارية الجارية، لذلك اختار العديد منهم تأجيل الطلبيات لحين وضوح المشهد السياسي والتجاري.
هذا التأخير في اتخاذ قرارات الشراء والإمداد يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستمرارية تدفق الإلكترونيات إلى الأسواق الأمريكية، كما يعطل سلاسل التوريد العالمية ويزيد من المخاطر على الاقتصاد الأمريكي، الذي يعتمد بشكل كبير على واردات التكنولوجيا.
ويعكس التحذير التايواني القلق الدولي المتزايد من تداعيات السياسات التجارية الحمائية، ليس فقط على الدول المصدّرة، بل أيضًا على المستهلك الأمريكي نفسه.