كيف تأثرت سوق الأسهم العالمية بانهيار أسهم "فيرست ريبابلك"؟

كيف تأثرت سوق الأسهم العالمية بانهيار أسهم "فيرست ريبابلك"؟
هيمن الهبوط على الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، مع عودة المخاوف بشأن قوة وصحة النظام المصرفي العالمي، بعد أزمة بنك "فيرست ريبابليك".
وتراجع سهم بنك فيرست ريبابليك، المقرض الأمريكي الإقليمي، في بداية الأسبوع الماضي بنسبة 78%، مما أعاد إلى الأذهان أزمة بنك سيلكون فالي في مارس الماضي. 
وخلال جلسة يوم الثلاثاء الماضي بنسبة 49%، بعد أن أظهرت البيانات تراجع حاد في الودائع، بأكثر من 100 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري. 
وواصل سهم البنك تراجعه في جلسة الأربعاء الماضي، حيث خسر 21% من قيمته خلال تداولات بورصة "وول ستريت" لتصل خسائره إلى 90% في ثلاث جلسات متتالية. 
وتراجعت القيمة السوقية للبنك إلى أقل من مليار دولار، وذلك لأول مرة في تاريخه، بعد انتشار تقارير تٌفيد بأن الحكومة الأمريكية غير مستعدة للتدخل في عملية إنقاذ البنك كما فعلت مع "سيلكون فالي بنك".
وتسبب هذا التراجع الحاد الذي سجله سهم "فيرست ريبابليك" إلى عودة المخاوف بشأن مستقبل وسلامة القطاع المصرفي الأمريكي إلى المشهد مرة أخرى. 
وأدى انهيار أسهم "فيرست ريبابليك" إلى زيادة الضغوط على الأسواق العالمية، التي كادت تتعافى بشكل كبير من الأزمة الأخيرة بعد انهيار بنك "سيلكون فالي" الأمريكي و"كريدي سويس" السويسري.
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، هيمن الهبوط على الأسواق العالمية، وسط حذر شديد من قبل المتداولين، وابتعادهم عن الأصول ذات المخاطر العالية.
وشهدت أسواق الأسهم هبوطًا جماعياً، حيث خسر مؤشر داو جونزالصناعي 345 نقطة، وشهد سوق الأسهم الأمريكي موجات تقلب عنيفة.
وتأثر سوق الأسهم العالمية سلبًا بالهبوط الحاد في أسهم فيرست ريبابليك، حيث تراجعت الأسواق بالرغم من أن المحللين أكدوا أن أزمة السيولة التي عانى منها "سيلكون فالي بنك" لم يكن لها تأثير قوي على توقعاتهم للمقرضين في المنطقة الذين سجلوا أرباح قوية. 
وتراجعت الأسهم الأوروبية لثلاث جلسات متتالية، بالرغم من نتائج الأعمال الإيجابية لأغلب الشركات والبنوك، إلا أن مخاوف انهيار بنك "فيرست ريبابليك" والاضطرابات المتعلقة بالنظام المصرفي كانت أقوى.
ومازال القلق يهيمن على المتداولين بالرغم من تعافي السوق الأمريكية والأوروبية في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، حيث أغلقت بورصة "وول ستريت" مرتفعة، كما ارتفعت الأسهم الأوروبية بدعم من نتائج الأعمال الإيجابية للشركات. 
ومازال المستثمرون يخشون انتقال العدوى إلى البنوك الأخرى، كما حدث من قبل، وحدوث أزمة مالية عالمية، الأمر الذي يدفعهم لتوخي الحذر. 
ويرى المحللون أن من الصعب توقع أداء الأسواق العالمية خلال الجلسات القادمة، فالأمر يتوقف بشكل كبير على إنهاء أزمة "فيرست ريبابليك". 
ولكن في جميع الأحوال، فإن تأثير انهيار أسهم فيرسيت ريبابلك على الأسهم العالمية سيكون محدود، ولن يستمر لفترة طويلة، بدليل ارتفاعها في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، بدعم من نتائج الأعمال القوية للشركات والبنوك. 
فبالرغم من التراجع الحاد الذي سجلته أسهم "فيرست ريبابلك" يوم الأربعاء الماضي، إلا أن أسهم البنوك ارتفعت بـ 0.4% بفضل الأرباح القوية التي سجلها بنك "باركليز". 
يشار إلى أن البنك الأمريكي أصدر يوم الأحد الماضي بيان قال فيه إنه يمتلك أكثر من 70 مليار دولار من السيولة غير المستغلة لتمويل العمليات من خلال اتفاقيات ضمن مجلس الاحتياطي الفيدرالي و"جيه بي مورغان تشيس". 
ويعمل البنك في الوقت الحالي على خفض قوته العاملة، وتقليل ميزانيته العمومية، ويعمل على خيارات استراتيجية بعد تراجع الودائع بمقدار أكبر من المتوقع، وذلك في محاولة لإنهاء الأزمة. 
بالرغم من ذلك فشل البنك في طمأنة المستثمرين، ربما لأن الأزمة السابقة التي شهدها بعض المصارف الأمريكية والأوروبية مازالتعالقة في الأذهان.