الأسهم الأوروبية تتراجع وسط مخاوف تضخم وتوقعات ضعيفة لأرباح الشركات

الأسهم الأوروبية تتراجع وسط مخاوف تضخم وتوقعات ضعيفة لأرباح الشركات

تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الأربعاء، وسط أجواء من الحذر سيطرت على الأسواق نتيجة تقييم المستثمرين لتوقعات ضعيفة صدرت عن عدد من الشركات الكبرى، إلى جانب بيانات اقتصادية عززت المخاوف بشأن التضخم في المنطقة، لا سيما في المملكة المتحدة.

أظهرت البيانات الصادرة صباح اليوم ارتفاع معدل التضخم السنوي في بريطانيا إلى 3.6% في يونيو، مقارنة بنسبة 3.4% في مايو، ما يزيد من احتمالات بقاء بنك إنجلترا على موقفه المتشدد لفترة أطول، ويضع ضغوطًا على الأسواق المالية التي كانت تأمل في تخفيف أسرع للسياسات النقدية.

على صعيد المؤشرات، انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.2% إلى 543 نقطة، حيث جاء التراجع مدفوعًا بخسائر في قطاعي السيارات والتكنولوجيا.

في الوقت ذاته، استقر المؤشر البريطاني "فوتسي 100" عند 8943 نقطة، فيما تراجع المؤشر الفرنسي "كاك 40" بنسبة 0.15% إلى 7755 نقطة، وانخفض "داكس" الألماني بنسبة 0.1% إلى 24038 نقطة.

وكانت السياسات التجارية التصعيدية من بين العوامل التي زادت من حذر المستثمرين، بعد تصريحات وزيرة الشؤون الأوروبية في الدنمارك، ماري بيير، التي أكدت في حديث لشبكة "سي إن بي سي" رفض بلادها القاطع لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، معتبرة هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا للعلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.

على صعيد الشركات، تراجع سهم شركة "رينو" المدرج في بورصة باريس بنسبة 16.2%، بعد أن خيّبت الشركة توقعات المستثمرين بتقليصها لهدف هامش الربح التشغيلي لهذا العام إلى نحو 6.5%، مقارنة بتقديرات سابقة كانت تشير إلى 7% أو أكثر، ما يعكس ضغوطًا تشغيلية متزايدة في ظل بيئة اقتصادية غير مواتية.

كما تراجع سهم شركة "إيه إس إم إل" الهولندية، الرائدة في صناعة معدات الرقائق، بنسبة 6.85% في بورصة أمستردام، بعدما صرحت الشركة بأنها لا تستطيع تأكيد تحقيق نمو في أعمالها خلال عام 2026، ما أثار موجة بيع في القطاع التكنولوجي الأوروبي، الذي يُعد من بين أبرز محركات السوق خلال الأشهر الماضية.

يأتي هذا الأداء الضعيف للأسواق الأوروبية في وقت تتزايد فيه المخاطر الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية، وسط ترقب المستثمرين لنتائج الشركات خلال موسم الأرباح وتطورات السياسة النقدية في أوروبا والولايات المتحدة.