سهم إنتل يلمع في 2025… لكن التحديات الكبرى لم تنتهِ بعد

سهم إنتل يلمع في 2025… لكن التحديات الكبرى لم تنتهِ بعد

شهد سهم شركة إنتل ارتفاعًا قويًا خلال عام 2025، إلا أن هذا الأداء اللافت لا يعني أن الشركة تجاوزت جميع التحديات التي تواجهها. فقد كان العام مليئًا بالتغييرات المهمة، لكنه لم يُحدث تحولًا جذريًا في مسار الشركة أو في نظرة الأسواق إليها على المدى الطويل.

خلال العام، حصلت إنتل على رئيس تنفيذي جديد، كما نجحت في تأمين استثمارات ضخمة من الحكومة الأميركية ومن شركات كبرى مثل إنفيديا وسوفت بنك.

هذه التطورات منحت المستثمرين دفعة من الثقة، وأسهمت في صعود السهم بأكثر من 80% منذ بداية 2025، متفوقًا على أداء العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة، وكذلك على بعض منافسيه المباشرين مثل AMD.

ومع ذلك، لا يزال قطاع التصنيع في إنتل يواجه مشكلة أساسية تتمثل في غياب عميل خارجي كبير، وهو عنصر ضروري لتحويل هذا القطاع الخاسر إلى نشاط مستدام ومربح.

ويرى محللون أن إنتل أنهت العام بنبرة أكثر تفاؤلًا مقارنة ببدايته، حيث بات من الممكن تصور عودتها كلاعب مهم في تصنيع الرقائق داخل الولايات المتحدة.

إلا أن هذا التفاؤل لا يزال محدودًا، إذ لم تُبرم الشركة حتى الآن صفقة كبرى قادرة على ترسيخ مكانتها بقوة في سوق التصنيع التعاقدي.

تاريخيًا، تُعد إنتل من أعمدة الثورة الرقمية، فهي مبتكرة أول معالجات دقيقة في العالم وصاحبة معمارية x86 التي شكّلت أساس صناعة الحواسيب الحديثة.

كما أن “قانون مور”، الذي وضعه مؤسسها المشارك غوردون مور، ظل لعقود معيارًا لتقدم صناعة أشباه الموصلات. وعلى عكس معظم الشركات التي اتجهت إلى نموذج التصميم دون تصنيع، واصلت إنتل تصنيع رقائقها بنفسها، وهو قرار منحها استقلالية، لكنه زاد من تعقيد التحديات التي تواجهها.

غير أن سنوات من الأخطاء الاستراتيجية والتأخر التقني أدت إلى تراجع قطاع التصنيع مقارنة بشركات مثل TSMC، ما انعكس سلبًا على تنافسية منتجات إنتل.

ومع خسارة رقائقها لحصص سوقية لصالح منافسين مثل AMD ومعالجات Arm، تقلص حجم نشاط التصنيع وفقد جزءًا من الكفاءة الاقتصادية اللازمة لاستمراره.

وأثارت محاولات إعادة الهيكلة المكلفة التي قادها الرئيس التنفيذي السابق بات غيلسنغر قلق المستثمرين، إذ تطلبت إنفاقًا ضخمًا دون ضمانات واضحة للنجاح.

ومع تعيين ليب-بو تان رئيسًا تنفيذيًا في مارس 2025، بدأت ثقة الأسواق تتحسن تدريجيًا، خاصة مع تركيزه على خفض التكاليف واعتماده أسلوبًا أكثر واقعية، إضافة إلى علاقاته الواسعة داخل قطاع التكنولوجيا.

أما بالنسبة لأداء السهم اليوم، فقد تداول سهم إنتل بالقرب من مستوى 36 دولارًا، مسجلًا تحركًا طفيفًا ضمن نطاق ضيق خلال الجلسة، ما يعكس حالة من الاستقرار النسبي بعد المكاسب الكبيرة التي حققها خلال العام، في انتظار محفزات جديدة تحدد اتجاهه القادم.