سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الخميس، إذ تعززت جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية والعقوبات الاقتصادية الجديدة بين القوى الكبرى.
فقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 2%، أي ما يعادل نحو 80.2 دولار، لتغلق عند مستوى 4145.60 دولارًا للأوقية، مدفوعة بموجة شراء قوية من المستثمرين الباحثين عن الأمان وسط حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية.
وجاء هذا الارتفاع عقب إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على أكبر شركتين روسيتين في مجال النفط، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط الاقتصادي على موسكو ودفعها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقد أثار هذا القرار مخاوف من تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، وهو ما انعكس فورًا على ارتفاع الطلب على الذهب كأصل استثماري آمن.
وفي تطور آخر يزيد من حدة القلق في الأسواق، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رد “ساحق” في حال تعرضت بلاده لهجوم باستخدام صواريخ "توماهوك" الأمريكية، التي طلبت أوكرانيا مؤخرًا الحصول عليها.
كما شهد المجال الجوي في منطقة البلطيق توترًا إضافيًا بعدما اخترقت مقاتلتان روسيتان الأجواء الليتوانية لبضع ثوانٍ، مما استدعى تدخل طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لاعتراضهما.
وعلى الصعيد الآسيوي، تراجعت التوقعات بلقاء بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأمريكي، بعد إعلان مودي مشاركته في قمة "آسيان" المقبلة في ماليزيا عبر الإنترنت، ما ألقى بظلاله على العلاقات السياسية بين نيودلهي وواشنطن.
وفي موازاة هذه التطورات، تتجه أنظار المستثمرين نحو بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة غدًا، والتي تأخر نشرها قرابة أسبوع بسبب الإغلاق الحكومي. ويترقب المشاركون في السوق ما إذا كانت الأرقام ستدعم التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر عقده في 28 و29 أكتوبر الجاري.
ويشير محللون إلى أن استمرار حالة التوتر الجيوسياسي إلى جانب توقعات خفض الفائدة الأمريكية قد يدفع أسعار الذهب إلى مزيد من المكاسب خلال الأيام المقبلة، خاصة إذا تراجعت شهية المخاطرة وازداد الإقبال على الأصول الدفاعية.