الذهب يقفز إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة وسط تصاعد التوترات وتراجع الدولار

الذهب يقفز إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة وسط تصاعد التوترات وتراجع الدولار

سجلت أسعار الذهب اليوم الأربعاء قفزة تاريخية في التعاملات المبكرة، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن.

وتمكن الذهب من كسر مستويات قياسية جديدة، ليحقق بذلك قمة سعرية غير مسبوقة للمرة الخامسة عشرة منذ بداية العام الجاري، وهو ما يعكس قوة الطلب المتزايد عليه في ظل تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

وفي المعاملات الفورية، ارتفع الذهب بنسبة تقترب من 1.9%، أي بما يعادل 62 دولارًا، ليصل إلى 3290.84 دولارًا للأونصة، في حين قفزت العقود الآجلة الأمريكية تسليم يونيو بنحو 2%، أو ما يعادل 63 دولارًا، مسجلة مستوى 3305.7 دولارًا للأونصة.

ويأتي هذا الصعود الكبير بعد مكاسب ملحوظة سجلها الذهب خلال جلسة أمس، حيث ارتفع في السوق الفورية بنسبة 1.3% ليقترب من أعلى مستوياته المسجلة عند 3245.42 دولارًا، بينما ارتفعت العقود الآجلة بنحو 0.5% لتستقر عند 3242.50 دولارًا للأونصة عند الإغلاق.

تضافرت عدة عوامل رئيسية لدفع الذهب إلى هذه المستويات المرتفعة. من أبرزها استمرار تراجع الدولار الأمريكي، الذي يقترب من أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، ما يعزز من جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى، ويزيد من الإقبال العالمي عليه.

كما أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ساهم في زيادة المخاوف لدى المستثمرين، ودفعهم إلى توجيه السيولة نحو الأصول الآمنة كوسيلة لحماية رأس المال.

في السياق نفسه، لا تزال مخاوف الركود الاقتصادي العالمي قائمة، وسط مؤشرات تباطؤ اقتصادي في العديد من الاقتصادات الكبرى، مما يزيد من رغبة المستثمرين في التحوّط من المخاطر المتزايدة.

ويعتبر الذهب في مثل هذه الأوقات أحد أكثر الأدوات المالية أمانًا وموثوقية، ما يبرر وتيرة الارتفاع المتسارعة التي يشهدها منذ بداية العام.