سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا لتصل إلى مستويات قياسية تقترب من حاجز 4400 دولار للأوقية، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهروب المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
ويأتي هذا الصعود الحاد في أسعار المعدن الأصفر بينما تتجه الأسعار لتحقيق أفضل أداء أسبوعي لها منذ خمس سنوات، مدفوعة بحالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
خلال تداولات صباح الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.8%، ما يعادل 77.7 دولارًا، لتصل إلى 4383.1 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن لامست مستوى تاريخيًا جديدًا عند 4392 دولارًا للأوقية.
أما السعر الفوري للذهب فقد ارتفع بنسبة 1%، ليتم تداوله عند 4367.08 دولارًا، مقلصًا مكاسبه بعد أن بلغ أعلى مستوى على الإطلاق عند 4378.69 دولارًا للأوقية.
على الجانب الآخر، سجل مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية – تراجعًا بنسبة 0.2%، ليستقر عند 98.16 نقطة.
هذا التراجع في قيمة الدولار أسهم في تعزيز أسعار الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بين الطرفين، حيث يجعل ضعف الدولار المعدن النفيس أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
أما بالنسبة لبقية المعادن الثمينة، فقد شهدت أسعار الفضة أيضًا ارتفاعًا طفيفًا، حيث صعدت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتسجل 53.45 دولارًا للأوقية.
كما ارتفعت أسعار البلاديوم الفورية بنسبة 0.1% إلى 1615.47 دولارًا، بينما تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1704.14 دولارًا للأوقية.
وقد جاءت هذه المكاسب في ظل تصريحات عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، كريستوفر والر، الذي أبدى دعمه لاحتمال خفض إضافي في أسعار الفائدة، مستندًا إلى مؤشرات تدل على تباطؤ سوق العمل.
هذه التصريحات عززت توقعات الأسواق بإقدام الفيدرالي على خطوات تيسيرية جديدة، وهو ما يمثل دافعًا إضافيًا لارتفاع الذهب.
في المجمل، يستفيد الذهب من عدة عوامل في الوقت الحالي، من بينها التوترات الجيوسياسية، تراجع الدولار، وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة، ما يدفع المستثمرين لتعزيز مراكزهم في المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.