شهدت أسواق المعادن الثمينة انطلاقة قوية في بداية تعاملات الأسبوع، حيث سجل الذهب مستوى قياسيًا غير مسبوق، فيما ارتفعت الفضة إلى أعلى سعر لها منذ 14 عامًا، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب هذا الشهر.
فقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.85% أو ما يعادل 30.2 دولار، ليصل السعر إلى 3546.30 دولار للأوقية، بعدما لامس مستوى 3552.40 دولار، وهو أعلى مستوى يسجله العقد الأكثر نشاطًا على الإطلاق.
أما السعر الفوري للمعدن النفيس فقد صعد بنسبة مماثلة مسجلًا 3476.99 دولار للأوقية.
بالتوازي، سجلت الفضة قفزة قوية هي الأولى منذ أكثر من عقد، حيث تجاوزت عقود ديسمبر 41.37 دولار للأوقية بزيادة 1.6%، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011، لتؤكد الفضة عودتها كأحد أبرز الملاذات الاستثمارية في ظل الاضطرابات الاقتصادية.
كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.65% ليصل إلى 1379.86 دولار، وصعد البلاديوم 1.65% ليسجل 1122.28 دولار.
أما على صعيد العملات، فقد تراجع مؤشر الدولار –الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية– بشكل طفيف بنسبة 0.1% عند مستوى 97.69 نقطة، ما ساهم في تعزيز الطلب على المعادن المقومة بالدولار.
ويأتي هذا الأداء اللافت للذهب والفضة في وقت تتزايد فيه إشارات المرونة النقدية من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث جددت "ماري دالي"، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، دعمها لخفض أسعار الفائدة عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرة من المخاطر التي تواجه سوق العمل الأمريكي.
هذا المشهد يعكس تزايد ثقة المستثمرين بأن الفيدرالي سيعتمد سياسة أكثر تيسيرًا لدعم الاقتصاد، الأمر الذي قد يفتح المجال أمام استمرار الزخم الصعودي للذهب والفضة في الفترة المقبلة.