قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة خلال تداولات الثلاثاء، مدفوعة بتراجع الدولار وتزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب هذا الشهر.
فقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.4% لتصل إلى 3565.9 دولار للأوقية، فيما صعد السعر الفوري بنحو 0.6% إلى 3495.2 دولار للأوقية، بعدما لامس مستوى قياسي بلغ 3508.7 دولار في وقت سابق من الجلسة.
أما الفضة فقد واصلت تسجيل مكاسب قوية، إذ صعدت عقودها الآجلة بنسبة 2.5% إلى 41.76 دولار للأوقية، في حين تقدم البلاتين بنسبة تقارب 1% إلى 1420.8 دولار.
وجاء هذا الأداء في وقت استقر فيه مؤشر الدولار عند 97.85 نقطة، مع استمرار فقدانه الزخم أمام العملات الرئيسية، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.
وزادت المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية الأمريكية من بريق الذهب، خصوصًا بعد الضغوط المتزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الفيدرالي جيروم باول لخفض الفائدة، وإقالة عضوة مجلس المحافظين ليزا كوك.
ويشير المحللون إلى أن ضعف مؤشرات الاقتصاد الأمريكي وتزايد الشكوك حول الأصول الدولارية يرفعان جاذبية المعادن الثمينة.
وفي هذا السياق، أوضح كايل رودا المحلل في "كابيتال دوت كوم" أن التوترات السياسية والاقتصادية الحالية تدعمه الذهب ليس فقط كأداة تحوط ضد التضخم، بل أيضًا كخيار بديل للمستثمرين القلقين من التدخلات في عمل الفيدرالي.
من جانبه، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الفيدرالي يجب أن يبقى مؤسسة مستقلة رغم ما وصفه بـ "أخطاء متكررة"، مدافعًا في الوقت ذاته عن قرار ترامب بإقالة كوك بدعوى تورطها في مخالفات مالية.
وبهذا الأداء، يكون الذهب قد سجل مكاسب تتجاوز 30% منذ بداية العام، ليؤكد موقعه كأحد أبرز الأصول والسلع الأساسية أداءً في 2025.