شهدت أسعار الذهب استقراراً نسبياً خلال تعاملات الثلاثاء، بعدما قلّص المعدن النفيس مكاسبه التي دفعته في وقت سابق إلى مستويات غير مسبوقة، وسط استمرار حالة الغموض في المشهد السياسي الأميركي نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر.
في التعاملات الآجلة، سجلت عقود الذهب تسليم ديسمبر ارتفاعاً طفيفاً بقيمة 4.10 دولارات لتستقر عند 3980.2 دولار للأوقية، وذلك بعد أن بلغت في وقت سابق مستوى قياسيًا جديدًا عند 4000.10 دولار.
أما على صعيد الأسعار الفورية، فاستقرت عند 3962.63 دولار، رغم ملامستها مستوى تاريخياً بلغ 3977.19 دولار في ساعات الصباح.
ويعكس هذا الأداء تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة، بالتوازي مع تصاعد التوقعات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيف السياسة النقدية، خاصة في ظل غياب بيانات اقتصادية مهمة نتيجة الإغلاق الحكومي.
من جانب آخر، عزز مؤشر الدولار الأميركي من مكاسبه، إذ ارتفع بنسبة 0.33% ليصل إلى 98.43 نقطة، مما فرض بعض الضغوط على المعادن المقومة بالدولار وأدى إلى تقليص مكاسب الذهب نسبياً.
وفي أسواق المعادن الأخرى، تراجعت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.45% لتسجل 48.25 دولار للأوقية.
بينما انخفضت أسعار البلاتين الفورية بنسبة 0.85% إلى 1611.86 دولار، وتراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.2% لتسجل 1317.75 دولار للأوقية.
ويرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أن الطلب القوي من صناديق المؤشرات المتداولة للذهب يبقى المحرك الأهم لسوق المعدن الأصفر، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وتزايد المراهنات على خفض مرتقب في أسعار الفائدة الأميركية.
وتأتي هذه التقديرات بعد أن قامت مؤسسة "جولدمان ساكس" برفع توقعاتها لسعر الذهب على المدى البعيد، متوقعة أن يصل إلى 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026، مقارنة بتوقعاتها السابقة عند 4300 دولار.
وأرجعت المؤسسة هذا التفاؤل إلى قوة التدفقات الاستثمارية نحو الذهب، إلى جانب توجهات البنوك المركزية نحو زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس.