الذهب يصعد وسط اضطرابات الأسواق وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الاثنين، مدعومة بتحوّل المستثمرين إلى الملاذات الآمنة وسط تزايد المخاوف بشأن تقلبات الأسواق المالية، وتعزيز توقعات تخفيض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

وجاء هذا التحرك في ظل تراجع الطلب على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، بينما ارتفعت شهية المستثمرين نحو المعادن النفيسة.

وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.35% لتسجل 4270.6 دولارًا للأوقية، في حين زاد السعر الفوري للذهب بنسبة 0.15% ليصل إلى 4236.7 دولارًا للأوقية.

ورافق الذهب ارتفاع المعادن الأخرى، حيث صعدت العقود الآجلة للفضة تسليم مارس بنسبة 0.55% لتصل إلى 57.47 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوى تاريخي عند 58.61 دولارًا.

كما ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 1.15% عند 57.01 دولارًا للأوقية، بينما شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.6% إلى 1700.3 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1.4% إلى 1476 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس تحوّل التدفقات المالية نحو المعادن النفيسة كملاذات آمنة في مواجهة المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.

وفي الأسواق المالية الأخرى، استقر مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية عند 99.49 نقطة، وهو ما يعكس تحركات متقلبة للعملة الأمريكية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة، بما في ذلك مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، والذي يعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، وكان من المقرر نشره في سبتمبر، لكنه تأجل بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية.

ويترقب المحللون أن تشكل بيانات التضخم القادمة عاملاً حاسمًا لتحديد مسار أسعار الفائدة، حيث يمكن أن تؤدي المؤشرات المخالفة للتوقعات إلى تقلبات أكبر في أسعار الذهب والمعادن النفيسة.

بينما قد يستمر التدفق نحو الملاذات الآمنة إذا أظهرت البيانات أي علامات على تباطؤ النمو الاقتصادي أو زيادة الضغوط التضخمية.

كما يراقب المستثمرون عن كثب الأوضاع الجيوسياسية وأسعار الطاقة العالمية، حيث أن أي توترات إضافية أو اضطرابات في أسواق النفط والغاز قد تزيد من الطلب على الذهب كأداة تحوطية ضد المخاطر.

في المقابل، قد يؤدي أي تحسن في شهية المخاطرة العالمية إلى تراجع المعدن الأصفر بشكل مؤقت، مع استمرار تأثير التوقعات المتعلقة بالفيدرالي على تحركات السوق.