سجّل الذهب ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا خلال تعاملات صباح الاثنين، متجاوزًا حاجز 3960 دولارًا للأوقية لأول مرة على الإطلاق، مدعومًا بتزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وتزايد التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو المزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وصعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.45% أو ما يعادل 57 دولارًا، ليجري تداولها عند 3965.90 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست مستوى قياسيًا بلغ 3969 دولارًا في وقت سابق من الجلسة.
أما سعر الذهب الفوري، فقد ارتفع بنحو 1.25% أو 48.85 دولار ليصل إلى 3935.39 دولارًا للأوقية وهو أيضًا أعلى مستوى له على الإطلاق.
بالتوازي مع ذلك، صعد مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية – بنسبة 0.4% ليصل إلى 98.12 نقطة، مما يشير إلى استمرار التقلبات في سوق العملات رغم ارتفاع الذهب، وهو ما يعكس الإقبال الواسع على التحوط من المخاطر.
أما في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، فقد ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% لتسجل 48.33 دولارًا للأوقية.
وصعدت الأسعار الفورية للبلاتين بنسبة مماثلة لتبلغ 1618.09 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 1268.85 دولارًا للأوقية.
ووفقًا لتصريحات "تيم ووترر"، كبير محللي الأسواق لدى شركة "KCM Trade"، فإن تراجع قيمة الين الياباني بعد نتائج انتخابات الحزب الحاكم قلّص من جاذبية الأصول الآمنة التقليدية، الأمر الذي فتح المجال أمام الذهب للاستفادة من موجة التحول نحو التحوط وتعزيز مكاسبه، كما نقلت وكالة "رويترز".
الذهب تمكن من تسجيل مكاسب قوية منذ بداية عام 2025، حيث ارتفع بنسبة 49% حتى الآن، بعد أن اختتم عام 2024 على ارتفاع بنسبة 27%.
ويعزى هذا الأداء الاستثنائي إلى زيادة الطلب من البنوك المركزية العالمية، وارتفاع وتيرة الشراء من قبل صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إلى جانب تراجع الدولار، وتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية التي عززت من رغبة المستثمرين في التحوّط بالمعدن الأصفر.
هذه القفزات القياسية تضع الذهب في موقع قوي مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وسط ترقب لما ستسفر عنه قرارات السياسة النقدية الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.