تنتظر الأسواق العالمية صدور قرار لجنة السياسة النقدية لدى البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن معدل الفائدة خلال اجتماعها مساء اليوم الأربعاء، حيث تتوقع الأسواق بخفض الفيدرالي لمعدلات الفائدة وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد بدأ سياسة التشديد النقدي في مارس 2022 عندما رفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس إلى مستوى ما بين 0.25% و0.50%، ليزيد وتيرة الرفع في 6 اجتماعات لاحقة ليصل معدل الفائدة بنهاية عام 2022 عند مستوى 4.25% و4.5%. وفي عام 2023، قام الفيدرالي الأمريكي بخفض وتيرته من رفع الفائدة، حيث رفع معدل الفائدة 4 مرات وثبتها في 4 مرات ليصل مستوى الفائدة إلى 5.25% و5.5% كأعلى مستوى لها في 23 عاماً. أما في عام 2024 الجاري، فقد استخدم الفيدرالي نهج تثبيت معدل الفائدة في جميع اجتماعاته الخمس خلال هذا العام، ولكن في اجتماعه السادس اليوم من المتوقع أن يخفض الفيدرالي معدلات الفائدة كما تفترض الأسواق. وتتوقع الأسواق بأن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض معدل الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، بينما تشير آراء آخرى إلى إجراء الخفض بواقع 25 نقطة أساس. حيث أشار بن باول، كبير الاستراتيجيين للاستثمار في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي في معهد بلاك روك للاستثمار، إن خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس هو الأكثر احتمالاً، نظراً لخطر استمرار التضخم، ومن المرجح أن يرى الفيدرالي أن النشاط الاقتصادي الأساسي أكثر صمود مما تتوقعه الأسواق حالياً. وأوضح باول إلى أن "خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لا يزال ممكناً إذا رأى الفيدرالي أن تباطؤ نمو الوظائف يمثل إشارة إلى أنه تأخر في اتخاذ القرار". بينما تشير أداة فيد ووتش التي تتابع الفيدرالي الأمريكي إلى أنه من المتوقع بنسبة 65% أن يخفض الفيدرالي معدل الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، بعد أن كان هذا التوقع يبلغ 16% فقط منذ أيام. ويعتبر هذا هو القرار الأول للفيدرالي الذي لا يتوافق عليه السوق ولا تتعدى إحدى الاحتمالات والتوقعات تجاهه نسبة الـ 90% منذ 2020.