سجلت العملات الرقمية وخاصة بيتكوين وإيثريوم مكاسب هائلة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوزت البيتكوين مستوى 100 ألف دولار، لأول مرة على الإطلاق، وسط احتمالات المزيد من الصعود خلال العام المقبل.منذ إعلان فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" برئاسة الولايات المتحدة في السادس من نوفمبر الماضي، أصبح سوق العملات الرقمية محط أنظار المستثمرين، بعدما قفز سعر عملتي بيتكوين وإيثريوم بأكثر من 50%.يتوقع المستثمرون أن تواصل العملات الرقمية الارتفاع خلال الفترة القادمة، في حال تنفيذ الرئيس الأمريكي المنتخب "ترامب" وعوده خلال فترة حملته الانتخابية.في الوقت نفسه، يشهد العالم العديد من التوترات الجيوسياسية مع اشتعال حدة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتصاعد الأحداث في سوريا، مما دفع المستثمرون للابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية من بينها الأسهم.هذه المكاسب القوية دفعت المستثمرون التقليديون إلى إعادة تقييم خططهم الاستثمارية، حيث قاموا بتحويل أجزاء من أموالهم المستثمرة في أسواق الأسهم التقليدية إلى سوق الكريبتو، التي توفر فرص أقوى وأوسع للنمو.تحولت العملات الرقمية من أصول خطرة إلى ملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية والتوترات السياسية التي يشهدها العالم، وسط تفاؤل المستثمرين بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تعهدت بتحويل الولايات المتحدة إلى مركزًا عالميًا للعملات الرقمية.هذا التحول الواضح أثار تساؤلات عديدة حول إمكانية أن تتسبب تلك العملات في تغير مشهد أسواق الأسهم العالمية.تلك القفزة الهائلة في أسعار العملات الرقمية جعلت البعض يعتقد أن العملات الرقمية قد تكون بديلًا لأسواق الأسهم، ولكن في الحقيقة هذا الأمر صعب تحقيقه على الأقل في الوقت الراهن.وبشكل عام، بالرغم من المكاسب القوية التي حققتها العملات الرقمية مؤخرًا، والتوقعات المتزايدة بتحقيقها المزيد من المكاسب خلال العام القادم، لكن يجب أن نتذكر أنها شديدة التقلب، بمعنى أن هناك احتمالات ولو قليلة أن تتخلى العملات المشفرة عن تلك المكاسب، في حال حدوث أي تغيير في الظروف سواء السياسية أو الاقتصادية.بحسب الأرقام الرسمية، حققت مؤشرات أسواق الأسهم العالمية خاصة في بورصة "وول ستريت" مكاسب قوية هي الأخرى.وأغلق مؤشرا "ناسداك" و"ستاندرد آند بورز 500" تعاملات يوم الجمعة الماضية عند مستويات قياسية غير مسبوقة، بفضل الأداء الجيد للعديد من الشركات المدرجة، وفي ظل تصاعد احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في اجتماعه الشهر الجاري.وسجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 6090 نقطة، وهو أعلى إغلاق قياسي له للمرة الـ57 خلال هذا العام، في حين أغلق مؤشر "ناسداك" عند 19859 نقطة وهو أعلى إغلاق قياسي للمرة الـ 36 خلال العام الحالي.وقام المستثمرون بضخ حوالي 140 مليار دولار في صناديق الأسهم الأمريكية منذ الخامس من نوفمبر الماضي، حيث يرى المتعاملون أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستطلق العنان لتخفيضات ضريبة كما ستقر إصلاحات شاملة تصب في صالح الشركات الأمريكية.ومنذ فوز "دونالد ترامب" باكتساح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سجلت صناديق الأسهم الأمريكية تدفقات بلغت قيمتها 139.5 مليار دولار.يرى المحللون أن العملات المشفرة رغم مكاسبها الهائلة لكن من الصعب أن تكون بديلة لأسواق الأسهم العالمية، لكنها قد تدعم الأسواق التقليدية.وأشاروا إلى أن الانتشار الواسع في أسواق العملات الرقمية ليس بالضرورة أن يؤثر سلبًا على أسواق الأسهم، خاصة في حال قيام حكومات العالم بتوفير إطار تنظيمي يمكن من خلاله دمج العملات المشفرة مع أسواق الأسهم التقليدية.وبالفعل، بدأت البورصات العالمية في دمج العملات المشفرة ضمن أنشطتها الاستثمارية، من بينها بورصة شفي شيكاغو التجارية.في الوقت نفسه، تعد تكنولوجيا البلوك تشين التي تدعمها العملات الرقمية تحولًا واضحًا في الطريقة التي تتم بها عمليات التداول وحفظ السجلات في الأسواق المالية العالمية.