ارتفع الجنيه الإسترليني في السوق الأوروبية خلال تعاملات نهاية الأسبوع، مقابل العملات الأجنبية الأخرى، ليواصل الصعود لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار. وسجل الإسترليني أعلى مستوياته في أسبوعين، مقتربًا من تسجيل مكسب أسبوعي، عقب صدور بيانات النمو القوية بالمملكة البريطانية. وأظهرت البيانات الصادرة عن معهد الإحصاءات البريطاني، نمو اقتصاد البلاد بمعدل يفوق التوقعات في نوفمبر الماضي، ليعزز احتمالات تمسك بنك إنجلترا بأسعار الفائدة المرتفعة لأطول فترة خلال هذا العام، حتى يصل معدل التضخم لمستواه المستهدف على المدى المتوسط عند 2%. ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% مقابل الدولار، ليتم تداوله عند 1.2785 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 28 ديسمبر الماضي، مقابل 1.2763 في بداية التعاملات. وفي نهاية جلسة أمس الخميس، ارتفع الإسترليني بنحو 0.2% مقابل الدولار، ليسجل ثاني مكسب يومي له على التوالي. وعلى مدار تعاملات الأسبوع الماضي، ارتفع الجنيه الإسترليني بأكثر من 0.5% مقابل الدولار الأمريكي، متجهًا لتحقيق أول مكسب أسبوعي في عام 2024، ورابع مكسب أسبوع خلال الخمسة أسابيع الأخيرة. وعززت بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر ديسمبر، الصادرة الأسبوع الماضي، والتي جاءت أقوى من المتوقع، من احتمالات عودة اقتصاد منطقة اليورو إلى النمو خلال العام الحالي، مما يقلل من الحاجة لتخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة البريطانية. وكشفت البيانات الصادرة اليوم في لندن، نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.3% في نوفمبر الماضي، ليتجاوز توقعات المحللين التي كانت تشير إلى نمو قدره 0.2%، في حين سجل الاقتصاد انكماش بنحو 0.3% في أكتوبر الماضي. ويرى المحللون أن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في نوفمبر 2023 يكفي لإعادة الاقتصاد البريطاني إلى النمو المستقر، إلا أنه يزيد الضغوط على بيانات ديسمبر، حيث إن التحول الهبوطي حتى لو كان طفيفًا سيؤدي لدخول اقتصاد بريطانيا في حالة ركود فني بالربع الأخير من العام الماضي.