يترقب سوق الطاقة العالمي اجتماع تحالف "أوبك بلس" المقرر عقده في الأول من يونيو القادم، والذي سيحدد سياسة إنتاج النفط خلال الفترة المقبلة.
كان التحالف قد قرر خفض الإمدادات بشكل قوي خلال الأشهر الماضية، والآن يحاول المستثمرون توقع القرار المرتقب، وما إذا كان سيواصل العمل بسياسة الخفض أن سيتحول لزيادة الإنتاج بشكل تدريجي.
أقرت مجموعة "أوبك بلس" التي تضم دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وعدد من المنتجين الرئيسيين على رأسهم روسيا، في نهاية عام 2020، سلسلة من عمليات خفض الإمدادات، مع تباطؤ الطلب على النفط الخام وزيادة الإنتاج من منتجين آخرين.
ووافقت كلا من السعودية والإمارات والجزائر وعمان والكويت والعراق وكازاخستان وروسيا في نوفمبر 2023 على تطبيق خفض طوعي للإنتاج بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميًا.
وفي مارس 2024، قررت الدول المنفذة للخفض الطوعي على تمديد الاتفاق حتى نهاية شهر يونيو القادم، وأقرت روسيا خفضًا إضافيًا للإنتاج والتصدير بحوالي 471 ألف برميل يوميًا في الربع الثاني من العام الجاري.
وفي الوقت الحالي، تخفض منظمة "أوبك" إنتاجها بمقدار 5.86 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 5.7% من الطلب العالمي على النفط.
يشار إلى أن خفض إنتاج النفط من قبل أعضاء تحالف "أوبك بلس" يتضمن نحو 3.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية هذا العام، وتشمل التخفيضات 2.2 مليون برميل يوميًا من الخفض الطوعي لبعض الأعضاء، والمقرر أن ينتهي في نهاية يونيو القادم.
والآن، تترقب الأسواق العالمية عن كثب نتائج اجتماع "أوبك بلس" القادم، حيث تشير أغلب التوقعات إلى اتجاه التحالف لتمديد اتفاق الخفض الطوعي للإنتاج بعد يونيو القادم، في ظل ارتفاع المخزونات خلال الفترة الأخيرة وتصاعد القلق بشأن الطلب.
وأظهر مسح لوكالة "بلومبرج" العالمية أن 87% ممن شملهم المسح يتوقعون أن تحالف "أوبك بلس" سيمدد الخفض الطوعي للإنتاج حتى نهاية هذا العام.
ويرى محللو بنك "جيه بي مورجان" أن "أوبك بلس" سيقرر تمديد الخفض الطوعي للإنتاج بعد الربع الثاني من العام الحالي، مع ارتفاع المخزونات في أبريل الماضي.
وأبقى البنك الأمريكي تقديراته لمتوسط سعر خام القياس العالمي "برنت" عند 88 دولار للبرميل في الفترة من مايو إلى سبتمبر 2024.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن التحالف سيقوم بتمديد الخفض الطوعي للإنتاج في حال عدم تسارع الطلب للوفاء بالمعروض.
في المقابل، أعلن البنك الأمريكي "جولدمان ساكس" تراجعه عن توقعاته بقيام تحالف "أوبك بلس" بالتراجع الجزئي عن تخفيضات الإنتاج خلال اجتماع يونيو القادم.
وقال البنك إن المخزونات العالمية من النفط ارتفعت بشكل مفاجئ خلال الفترة الماضية، مما يشير إلى أن السوق ليس متشددًا بالقدر الذي كانت ترغب فيه منظمة "أوبك".
ويرى البنك أن احتمالية إنهاء التحالف للخفض الطوعي للإنتاج في اجتماع يونيو المقبل لا تزيد على 37%.
وأكد أن التحالف لم يتخذ حتى الآن قرارًا نهائيًا بشأن سياسة الإنتاج، لكنه توقع أن يظل إنتاج السعودية مستقرًا عند 9 ملايين برميل يوميًا، مقابل التوقعات السابقة البالغة 9.2 مليون برميل يوميًا.
وتوقع البنك استمرار تداول خام برنت في نطاق بين 75 و90 دولار للبرميل، على أن يصل المتوسط إلى 82 دولار في العام المقبل.
توقع أربعة مشاركين من أصل 30 محللاً في استطلاع وكالة "بلومبرج" قيام تحالف "أوبك بلس" بزيادة الإنتاج بما يصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً خلال الاجتماع القادم.
ومن جانبه، قال "كارتسن فريتش" محلل السلع الأولية في "كومرتس بنك" إن الأمر متروك للسعودية ودول التحالف السبع الأخرى لحسم قرار استمرار العمل بالخفض الطوعي للإنتاج خلال النصف الثاني من هذا العام.