
أنهت الأسهم الأميركية تداولات يوم الجمعة الماضية على ارتفاع ملحوظ بعد صدور تقرير تضخّم جاء أضعف من المتوقع، ما أعاد إلى الواجهة توقعات بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير لهذا العام الأسبوع المقبل.
وتمكن مؤشر ناسداك من قيادة المكاسب بصعود بلغ نحو 0.3%، ليغلق الأسبوع مرتفعًا بنسبة 0.9%.
كما سجل كل من داو جونز وS&P 500 ارتفاعًا بنحو 0.2%، ليحققا مكاسب أسبوعية قدرها 0.5% و0.3% على التوالي، مع اقتراب المؤشرين من أعلى مستويات تاريخية.
وجاء ذلك بدعم من بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي PCE، وهو المقياس المفضل للفيدرالي، والذي ارتفع بنسبة 2.9% على أساس سنوي، بينما تباطأ التضخم الأساسي إلى 2.8%، وهو ما جاء أقل بقليل من توقعات الاقتصاديين.
وقد عزز هذا التباطؤ في الأسعار ثقة المستثمرين في احتمال خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
صفقة ضخمة تهز قطاع الترفيه: Netflix تستحوذ على Warner Bros. Discovery
على صعيد الشركات، تصدرت الأضواء صفقة كبرى في قطاع الإعلام، حيث تفوقت شركة نتفليكس على Paramount Skydance في سباق الاستحواذ على شركة وارنر براذرز ديسكفري بقيمة تقترب من 83 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تعيد الصفقة تشكيل المشهد الترفيهي عالميًا، رغم أنها قد تواجه تدقيقًا تنظيميًا مكثفًا.
وقد تراجع سهم نتفليكس بنحو 3%، بينما هبطت أسهم Paramount Skydance بنسبة 10%، في حين ارتفع سهم وارنر براذرز ديسكفري بنحو 6%.
أما أسهم التكنولوجيا الكبرى فجاء أداؤها متباينًا؛ إذ ارتفعت أسهم ميتا وألفابت بأكثر من 1%، وصعد سهم برودكوم بأكثر من 2%. في المقابل، شهدت أسهم إنفيديا وآبل تراجعات طفيفة بنحو 0.5%.
أما بالنسبة لسوق السندات، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات وهو مؤشر يؤثر في أسعار الفائدة على مجموعة واسعة من القروض التجارية والاستهلاكية إلى 4.14% بعد أن كان 4.1% عند إغلاق اليوم السابق له.
وتراجعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.4% لتصل إلى 4,225 دولارًا للأوقية.
في حين ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأميركي لأسعار النفط، بنسبة 0.9% لتسجل 60.20 دولارًا للبرميل.
وانخفض سعر البيتكوين إلى 89,400 دولار بعد أن تجاوز مستويات 92,000 دولار خلال ساعات الليل.
ورغم تعافيه من أدنى مستوياته الأخيرة قرب 84,000 دولار، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن رقمه القياسي الذي تجاوز 125,000 دولار.
أما مؤشر الدولار الأميركي الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من العملات الأجنبية فظل دون تغيير.
الأسواق الآسيوية: ضغوط يابانية وصعود صيني وهونغ كونغي
كان أداء الأسواق الآسيوية يوم الجمعة متفاوتًا؛ إذ تعرض مؤشر نيكاي الياباني لضغوط وهبط بأكثر من 1% بسبب مخاوف من توجه بنك اليابان نحو تشديد السياسة النقدية.
في المقابل، سجلت الأسواق الصينية أداء إيجابيًا، حيث ارتفع كل من مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ ومؤشر CSI 300 بدعم من توقعات بتحفيز حكومي إضافي وتحسن في النظرة العامة للنمو الاقتصادي.
الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من قطاعي البنوك والسيارات
في أوروبا، كانت الجلسة إيجابية بشكل محدود، إذ ارتفع مؤشر STOXX Europe 600 بدعم من أسهم البنوك وشركات السيارات، ومنها مرسيدس وبى إم دبليو وستيلانتس وفولكس فاغن. في المقابل، تعرض قطاع الرعاية الصحية لبعض الضغوط التي حدت من مكاسب المؤشر.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
يتجه المستثمرون إلى الأسبوع الجديد بترقب شديد لقرارات الاحتياطي الفيدرالي التي من المتوقع أن تكون العامل الأكثر تأثيرًا في حركة الأسواق.
وفي حال أكد الفيدرالي التوجه نحو خفض الفائدة، فمن المرجح أن تواصل الأسهم الأميركية تعزيز مكاسبها، خاصة أسهم التكنولوجيا والنمو.
كما قد تتلقى الأسواق الأوروبية دعمًا إضافيًا مع تحسن شهية المخاطرة، بينما قد تأتي استجابة الأسواق الآسيوية متفاوتة بحسب مواقف البنوك المركزية المحلية والبيانات الاقتصادية المرتقبة.






