كيف تأثرت الأسواق العالمية بتصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل؟

شنت إيران هجومًا صاروخيًا على إسرائيل، مساء الثلاثاء الماضي، ردًا على استشهاد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وبعد ساعات من الهجوم البري للقوات الإسرائيلية على جنوب لبنان.
وأثارت تلك الهجمات مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وتأثرت الأسواق العالمية بشكل كبير. 
وتفاعلت الأسواق وخاصة أسواق الطاقة التي شهدت ارتفاعًا سريعًا خلال التعاملات فور بدء الهجوم الإيراني، خوفًا من حدوث أي اضطرابات في الإمدادات. 
قفزت أسعار خام القياس العالمي برنت خلال تعاملات الأول من أكتوبر الجاري، بنسبة 5% وشهدت أسواق الطاقة العالمية حالة من التوتر والقلق فور بدء الهجوم الإيراني على إسرائيل، مما أثار مخاوف من نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران. 
ويرى المحللون أن الهجوم الجديد الذي شنته إيران من شأنه تصعيد الصراع القائم بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وإسرائيل وحركة حماس الإسلامية في فلسطين، ومن المحتمل أن تتعرض البنية التحتية النفطية الإسرائيلية بما في ذلك 287 ألف برميل يوميًا من طاقة التكرير الإسرائيلية لخطر أكبر. 
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بحوالي 5% فور بدء الهجوم ليصل إلى 75.45 دولار للبرميل. 
وتواجه أسواق الطاقة العالمية تهديدات حقيقية مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وقد تمتد تداعيات تلك التوترات إلى عدد من الدول العربية من بينها مصر والأردن، حيث تعتمد مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي. 
وقفزت الأصول الآمنة على رأسها الذهب، مع عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر، بفعل تصاعد حدة الصراع في الشرق الأوسط، ووسط ترقب الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. 
قفزت أسعار الذهب بأكثر من 1%، الثلاثاء، مع زيادة الطلب على الملاذ الأمن، بفعل تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أطلقت طهران صواريخ باليستية على تل أبيب. 
وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية ليصل إلى 2661.63 دولار للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوياته على الإطلاق يوم الخميس عند 2685.42 دولار.
وتوقع محللو المصرف الأمريكي غولدمان ساكس، أن يصل سعر الذهب إلى 2900 دولار للأونصة في أوائل 2025، في حال استمرت الحرب بالشرق الأوسط. 
وقال المحللون إن تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط تعزز مخاوف المستثمرين، وهو ما يدفعهم للجوء إلى الملاذات الآمنة. 
أما بالنسبة لأسواق الأسهم، فقد تراجعت السوق الأمريكية، الثلاثاء الماضي، مع عزوف المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر، والإقبال على الأصول الآمنة مثل سندات الخزانة والدولار، عقب إطلاق إيران مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل. 
وتراجع المؤشر "ستاندرد اند بورز 500" بنسبة 1.4% قبل أن يقلص خسائره ليغلق منخفضًا بنحو 0.9%، في حين انخفض المؤشر ناسداك بحوالي 2.3% لكنه محا جزء من خسائره لينهي الجلسة على تراجع بنسبة 1.5%.
وعقب الهجوم، صعد مؤشر كوبي للتقلبات، وهو مؤشر قائم على إتاحة خيارات يقاس من خلالها حجم الطلب على الحماية من تقلبات السوق، حيث سجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 20.73، وذلك قبل أن تقل تلك الزيادة ليسجل 19.25.