ما السبب وراء التقلبات الحادة في سعر البيتكوين في أبريل الماضي؟

ما السبب وراء التقلبات الحادة في سعر البيتكوين في أبريل الماضي؟
شهدت بيتكوين موجات تقلب قوية خلال الشهر الماضي، لتتخلى عن المكاسب الهائلة التي سجلتها في منتصف الشهر، حين تجاوزت مستوى 74 ألف دولار، لأول مرة على الإطلاق، لتنهي الشهر على خسائر حادة، حيث تراجعت دون 60 ألف دولار.
وبشكل مفاجئ وصادم، تراجعت بيتكوين، التي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 1.2 تريليون دولار، بشكل حاد في الشهر الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى صعود قوي للبيتكوين في أبريل، وهو شهر حدث التنصيف الذي تترقبه سوق الكريبتو.
ومنذ بداية الشهر الماضي، فقدت بيتكوين أكثر من 15% من قيمتها، مسجلة أول خسارة شهرية منذ أغسطس 2023. 
كان من المتوقع أن تسجل بيتكوين مستويات قياسية عقب حدث التنصيف، لكن على عكس التوقعات، تكبدت بيتكوين خسائر قوية.
يرى بعض المحللين أن التقلبات والخسائر التي شهدتها العملة الرقمية الأشهر في العالم، ترجع إلى نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح، والتدفقات الخارجية من صناديق الاستثمار بالبيتكوين، خاصة وأن الأسواق كانت قد دفعت بالبيتكوين إلى مستوى قياسي في منتصف أبريل، استباقًا لحدث التنصيف، أي أنها جنت مكاسب الحدث قبل حدوثه حينها. 
وخلال الشهر الماضي، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين تدفقات خارجة بشكل متواصل، حيث أظهرت بيانات ""CoinShares لإدارة الأصول الرقمية، استمرار تدفقات رأس المال من صناديق استثمار العملات الرقمية للأسبوع الثالث على التوالي إلى الخارج، بقيمة تقدر بـ 345 مليون دولار. 
وجاء هذا الهبوط مع تراجع الزخم حول صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأمريكية، التي تم إطلاقها في بداية العام الجاري. 
على صعيد آخر، ابتعد المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر خلال الشهر الماضي، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ومخاوف جر المنطقة إلى حرب أوسع وأعنف، بعد الضربة العسكرية التي وجهتها إيران إلى إسرائيل، ردًا على قصف قنصليتها في روسيا.
كما لجأ المتعاملون إلى الملاذات الآمنة، بعدما أظهرت البيانات استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، مما يعزز احتمالات تأجيل قرار خفض أسعار الفائدة إلى سبتمبر المقبل. 
وبخصوص أداء العملة الرقمية في الفترة المقبلة، تشير العديد من التوقعات إلى ارتفاعات مستقبلية على المدى الطويل، بالنظر إلى الأداء التاريخي للبيتكوين بعد التنصيف، لكن في نفس الوقت ألمحت عدة مؤسسات مالية من بينهم بنك "جيه بي مورغان" إلى وجود بعض المخاطر الهبوطية على المدى القريب في سعر البيتكوين. 
ويرى المحللون أن تاريخ العملات المشفرة وعلى رأسهم البيتكوين، مليء بالتقلبات القوية والتي من الصعب تبريرها بشكل منطقي، وما يحدث حاليًا أكبر دليل على صعوبة توقع أداء البيتكوين في الفترة المقبلة. 
وأشاروا إلى أنه في الوقت الحالي لا يوجد أسباب وحجج اقتصادية قوية لتفسير التقلبات السعرية التي شهدتها بيتكوين وباقي العملات الرقمية الأخرى. 
في الوقت نفسه، أصبحت بيتكوين لديها دعم مؤسساتي واعتراف حكومي في بعض الدول، وظهر هذا بشكل واضح في موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على إدراج الصناديق الاستثمارية لبيتكوين من المؤسسات العالمية مثل "بلاك روك"، وهو حدث تاريخي.