أنهت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت تداولات يوم الثلاثاء على انخفاض، بعد أن سجّل مؤشرا ناسداك وS&P 500 مستويات قياسية جديدة خلال الجلسة قبل أن يتراجعا لاحقًا.
وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0.7%، بينما انخفض S&P 500 بنحو 0.4% بعد سبع جلسات متتالية من المكاسب، في حين خسر مؤشر داو جونز الصناعي 0.2%.
جاءت هذه التحركات رغم الأجواء الإيجابية التي سبقتها، لا سيما بعد إعلان شركة AMD عن شراكة ضخمة مع شركة OpenAI لتزويدها بالرقائق، الأمر الذي رفع سهم AMD بنسبة 24% يوم الاثنين، وواصل الارتفاع بنسبة 4% تقريبًا يوم الثلاثاء. إلا أن موجة جني الأرباح وتراجع الزخم دفعا المؤشرات نحو الهبوط مع نهاية الجلسة.
في أسواق المعادن، قفزت أسعار الذهب إلى أكثر من 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، مدعومة بتزايد الإقبال على الأصول الآمنة في ظل حالة من الترقب وعدم اليقين في الأسواق العالمية.
في المقابل، تراجع سعر البيتكوين بنسبة تقارب 3% ليتداول بالقرب من 122 ألف دولار، وسط موجة تصحيح تطال الأصول الرقمية.
كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.13%، مقارنة بـ4.16% في نهاية جلسة الاثنين، ما يعكس توجهاً نحو السندات كأداة تحفظية.
سجّل مؤشر الدولار الأميركي ارتفاعاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 98.67 مقابل سلة من العملات، في حين صعدت أسعار النفط من نوع غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% لتستقر عند 62.10 دولاراً للبرميل، مدفوعة بمؤشرات على تحسن الطلب العالمي تدريجياً.
شهدت بعض الشركات تحركات ملحوظة، حيث قفز سهم AppLovin بنسبة 7.6% بعد خسائر حادة بلغت 14% في اليوم السابق نتيجة تقارير عن تحقيق من هيئة الأوراق المالية بشأن ممارسات جمع البيانات.
وفي تطور آخر، تضاعف سهم شركة Trilogy Metals ثلاث مرات بعد إعلان البيت الأبيض رفع الحظر عن مشروع طريق Ambler في ألاسكا، مع دخوله في شراكة مع الشركة بحصة 10% لتعزيز مشاريع التعدين الاستراتيجية.
في قطاعات التكنولوجيا والصناعة، ارتفع سهم IBM بنسبة 1.5% عقب الإعلان عن تعاون مع شركة Anthropic لدمج نموذج الذكاء الاصطناعي Claude في منتجاتها المؤسسية.
بينما تراجعت أسهم فورد بنسبة 6.1% بسبب تقارير عن حريق في أحد موردي الألمنيوم والذي قد يؤثر على الإنتاج لفترة طويلة. كما انخفض سهم Oracle بنسبة 2.4% بعد أنباء عن ضعف في هوامش أرباحها السحابية مقارنة بالتوقعات.
وسجل سهم تسلا تراجعاً بنسبة 4.4% رغم صعوده القوي في الجلسة السابقة، وذلك بعد إعلان الشركة عن نيتها إطلاق نسخ منخفضة التكلفة من طرازي Model Y وModel 3.
أما سهم أمازون فشهد ارتفاعاً طفيفاً مع انطلاق عروض "Prime Big Deal Days".
في أوروبا، عكست الأسواق أداءً متبايناً وسط تصاعد القلق السياسي والضبابية الاقتصادية. أسواق الأسهم تأثرت بالتقلبات السياسية، خاصة في فرنسا، حيث شهدت الحكومة اضطرابات وزارية متكررة ألقت بظلالها على ثقة المستثمرين.
ورغم ذلك، سجلت بعض أسهم الشركات الفاخرة أداءً إيجابياً وسط تفاؤل بانتعاش الطلب، مدفوعة بإطلاق تصاميم إبداعية جديدة وتحديث استراتيجيات التسويق.
أما اليورو، فقد واصل تراجعه أمام الدولار متأثراً بالضغوط التضخمية وضعف البيانات الاقتصادية.
في آسيا، بدأت الأسواق تعاملاتها على انخفاض بعد التراجع الأميركي. سجل مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ تراجعاً بنحو 1%.
وفي اليابان، أغلق مؤشر نيكي مرتفعاً بشكل طفيف مع ترقب المستثمرين لمستقبل السياسة النقدية في ظل تباطؤ التضخم، فيما تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.9%، وتراجع مؤشر تايكس في تايوان بحوالي 1%. هذه التحركات تعكس استمرار تأثر الأسواق الآسيوية بالتقلبات العالمية أكثر من العوامل المحلية.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
بالنظر إلى توقعات اليوم، من المرجح أن تبقى الأسواق متقلبة، إذ يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية جديدة من الولايات المتحدة قد تؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخصوص أسعار الفائدة. أي مفاجآت في بيانات مبيعات التجزئة أو التضخم قد تغيّر مسار السوق في الأجل القريب.
كما تبقى أسعار الذهب والعملات تحت المراقبة، خاصة مع استمرار تدفقات المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
وفي المقابل، قد تواصل أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى جذب الانتباه، خصوصاً تلك المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
يبقى التركيز أيضاً على التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في أوروبا وآسيا، والتي قد تؤثر بشكل غير مباشر على حركة الأسواق العالمية، سواء من خلال تأثيراتها على ثقة المستثمرين أو عبر تدفقات رؤوس الأموال بين المناطق.