في مقابلة مع ستيفن ليمان عبر قناة "سي إن بي سي"، أكدت أدريانا كوجلر، عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن الاقتصاد الأمريكي أنهى عام 2024 بشكل قوي ومطمئن، مشيرة إلى مرونته العالية في التعامل مع التحديات الاقتصادية المختلفة.
وأوضحت كوجلر أن الاقتصاد شهد استمرارًا في عملية الانكماش، بينما حافظ سوق العمل على تماسكه، مسجلًا تباطؤًا تدريجيًا دون أن يؤدي ذلك إلى تدهور كبير، حيث لا يزال معدل البطالة عند مستويات منخفضة تاريخيًا، مما يعكس استقرارًا ملحوظًا في السوق.
أوضحت أدريانا كوجلر، عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال مقابلة مع ستيفن ليمان عبر قناة "سي إن بي سي"، أن التباطؤ التدريجي في سوق العمل أسهم بشكل إيجابي في الحفاظ على الأجور الحقيقية مرتفعة، مما يعزز القوة الشرائية للأفراد ويدعم الاقتصاد ككل. وأكدت أن استقرار سوق العمل وتهدئته بشكل تدريجي يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في تحقيق التوازن الاقتصادي.
كما أعربت عن تفاؤلها الكبير بشأن الإنتاجية، معتبرة إياها من المحركات الرئيسية التي أسهمت في تعزيز الأداء الاقتصادي، حيث لعبت دورًا إيجابيًا كمحفز للنمو، مع استمرار ضغوط الانكماش.
وفي إطار مناقشتها للعوامل الخارجية المؤثرة على الاقتصاد الأمريكي، أكدت كوجلر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن الهجرة كانت أحد العوامل التي أسهمت في استقرار سوق العمل في الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة.
إلا أنها عبرت عن حالة من الغموض بشأن التوجهات المستقبلية للهجرة وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد في المستقبل. كما أعربت عن قلقها إزاء السياسات التجارية، وخاصة فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، مشيرة إلى أن تأثير هذه السياسات سيتوقف بشكل كبير على مدة استمراريتها وملاءمتها للظروف الاقتصادية الحالية.
وحول السياسة النقدية، أوضحت أدريانا كوجلر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يواصل التعامل مع مجموعة واسعة من السيناريوهات الاقتصادية لضمان استقرار الأسواق وتحقيق أهداف التضخم.
وأضافت أن البنك يراقب عن كثب تطورات التضخم لمعرفة ما إذا كانت ضغوطه ستستمر على المدى الطويل، مؤكدًا أن البيانات الاقتصادية ستظل العنصر الحاسم في تحديد مسار السياسة النقدية.
أشارت كوجلر إلى تزايد النقاش داخل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول إمكانية تأجيل اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل، مما يعكس توجهًا حذرًا ومدروسًا من قبل صانعي السياسة النقدية.
وفي ختام تصريحاته، امتنعت كوجلر عن التعليق على السياسات التي قد تتبناها الإدارة الأمريكية القادمة، مشددة على أن أولويات بنك الاحتياطي الفيدرالي الحالية تتركز في ضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي من خلال مراقبة المؤشرات الأساسية. كما أبرزت أهمية كل من الإنتاجية والهجرة في دعم التوازن الاقتصادي.