أنهى الذهب تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع ملحوظ، متفوقًا على تحديات التصحيح السعري، ومدعومًا بمجموعة من العوامل الفنية والأساسية التي تعزز من فرص مواصلة الاتجاه الصاعد خلال الفترة المقبلة.
ورغم التحركات العرضية مؤخرًا، لا تزال الأسواق تحتفظ بنظرة إيجابية للمعدن الأصفر في ظل إشارات متزايدة على استمرارية الزخم الشرائي.
انعكاس فني واضح على الإطار الزمني 4 ساعات
من الناحية الفنية، أظهر الذهب إشارات ارتداد قوية عقب هبوطه إلى مستويات 3274.50، حيث سجل شمعة ابتلاعية شرائية تعكس عودة واضحة لهيمنة المشترين بعد تراجع محدود.
ويشير السلوك السعري إلى ثبات الذهب داخل نطاق نموذج فني استمراري يُعرف بالوتد الهابط، والذي عادة ما يُعتبر تمهيدًا لاستئناف الصعود حال تحقق شروط الاختراق الفني.
ومع نجاح السعر في اختراق الحد العلوي للنموذج، بات من الواضح أن السوق لم يُسعّر بعد كامل مستهدفات هذا النموذج، ما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من المكاسب على المدى القصير، خاصة في حال تأكيد الاستقرار أعلى مستويات الدعم المفصلية.
شروط استمرار السيناريو الإيجابي: ماذا نراقب؟
المسار الصاعد يبقى مرجحًا طالما حافظ الذهب على تداولاته فوق حاجز 3300 دولار للأوقية.
ويشكل هذا المستوى نقطة ارتكاز حاسمة للثبات، وتجاوزه صعودًا مع تأكيد نموذج الشمعة الابتلاعية يعزز من فرص استهداف مستويات أعلى.
لكن في حال كسر هذا المستوى والثبات دونه، فقد يمثل ذلك إشارة إلى ضعف في الزخم وعودة محتملة لحركة تصحيحية أوسع قد تدفع بالسعر إلى إعادة اختبار مستويات أدنى قبل تحديد اتجاهه التالي.
المستويات الفنية المرصودة في المدى القريب
3400 دولار: يمثل الهدف الأول على المدى القريب، وقد يشهد هذا المستوى بعض التذبذب في ظل عمليات جني أرباح متوقعة.
منطقة 3470 – 3500 دولار: تُعد منطقة مقاومة رئيسية، وقد تكون نقطة توقف مؤقتة قبل إعادة تقييم الاتجاه الفني العام.
العوامل الأساسية تدعم المعدن الأصفر
لم تقتصر محركات ارتفاع الذهب على الجانب الفني فقط، بل جاء الدعم أيضًا من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي هبط إلى مستوى 100.31، متأثرًا بانخفاض في عوائد السندات الأمريكية.
ويُعتبر ضعف الدولار محفزًا قويًا لزيادة الطلب على الذهب كونه أصلًا لا يدر عائدًا ويتحرك عكسيًا مع الدولار في معظم الأحيان.
الاضطرابات الجيوسياسية تعزز الطلب على الذهب
اكما أضفت التطورات الجيوسياسية العالمية طبقة إضافية من الدعم للذهب، حيث ارتفعت حدة التوترات بين الهند وباكستان بعد تبادل الاتهامات باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية.
وتصاعدت التوترات التجارية مجددًا بين الولايات المتحدة والصين بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 80% على الواردات الصينية، ما أثار القلق قبيل محادثات مرتقبة بين الجانبين في سويسرا.
في المقابل، أبدى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قلقهم حيال تداعيات هذه النزاعات التجارية على الاستقرار الاقتصادي، دون تقديم أي مؤشرات واضحة على تخفيض وشيك لأسعار الفائدة، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
نظرة ختامية: الذهب أمام لحظة حاسمة
في ضوء التماسك الفني القوي، وتوافر عوامل دعم أساسية تتمثل في ضعف الدولار وتصاعد التوترات العالمية، يبدو الذهب مهيأ لتحقيق مستويات جديدة من الارتفاع خلال الأيام المقبلة.
ومع ذلك، تبقى أعين المتداولين مترقبة لحركة السعر حول مستويات الدعم المحورية، إذ أن كسرها قد يغير من معالم المشهد الفني بشكل مؤقت.