شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا صباح أمس الجمعة على منشآت نووية، مما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين، ومجموعة من العلماء النووين، وتجددت الهجمات اليوم.
وتعهدت إيران بالرد الفوري على هذه الهجمات، مما أثار مخاوف اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ودفع الأسواق العالمية للهبوط.
ومنذ صباح اليوم، تبادل الطرفان الرشقات الصاروخية التي تسببت في حدوث دمار كبير في تل أبيب وطهران، ومقتل مئات الأشخاص.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة طوارئ عقب هجوم إسرائيلي على إيران وصرح مسؤولان أمريكيان بأنه لا يوجد أي تدخل أو مساعدة أمريكية.
عقب هذا الهجوم، قفزت أسعار النفط بشكل حاد وسط مخاوف نقص الإمدادات، حيث ارتفعت بأكثر من 14% في بداية التعاملات، قبل أن تقلص خسائرها وتنهي الجلسة على ارتفاع بنحو 7%.
وجاء هذا الارتفاع الكبير في أسعار النفط وسط احتمالات نقص الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، التي تعد مورد رئيسي للنفط.
كما تراجعت أسواق الأسهم العالمية مع عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر، وتراجع المؤشر الرئيسي لعموم أوروبا "ستوكس 600" بأكثر من 1%، متأثرًا بخسائر قطاعي الطيران والسفر والترفيه.
انخفض قطاع السفر والترفيه بنسبة 3.1% وهوى سهم الخطوط الجوية البريطانية 4.8 % وخسرسهم لوفتهانزا 4.6% كما تراجع سهم إيزي جيت 4.3%.
وفي اليابان، هبط مؤشر نيكاي بنحو 1.5% ليصل إلى 37584.47 نقطة وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.28%.
وهوى سهم شركة طوكيو إلكترون المُصنعة لمعدات صناعة الرقائق 5.5% وهو أكبر انخفاض على المؤشر نيكاي.
في المقابل، ارتفعت قطاعات الطاقة بدعم من الزيادة القوية في أسعار النفط، إذ زادت أسهم شركات التنقيب والتكرير 3.6% و2.2% على التوالي.
وتكبدت الأسهم الأمريكية خسائر قوية، حيث هبط مؤشر"داو جونز" الصناعي بنحو 680 نقطة، أي ما يقرب من 1.57% وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1.03%، بينما خسر مؤشر ناسداك 1.26%.
وشهدت أسواق العملات الرقمية موجة هبوط عنيفة، حيث تراجعت البيتكوين بأكثر من 3%، لتبتعد عن أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كما تراجع سعر عملة إيثريوم بأكثر من 9% وسط هبوط جماعي في أسعار العملات المشفرة، مع عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر.
في المقابل، ارتفع سعر الذهب بشكل حاد ليسجل أعلى مستوياته في شهرين، وسط إقبال واسع من المستثمرين على الملاذات الآمنة.
وبعد موجات التقلب العنيفة التي شهدتها الأسواق العالمية وفي ظل استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران، واحتمالات استمرار الحرب، هل بإمكان الأسواق العالمية الصمود أمام الصراع المشتعل في منطقة الشرق الأوسط؟.
يرى محللو البنك الأمريكي جولدمان ساكس" أنه من غير المتوقع انقطاع الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب، وبالتالي أبقى البنك على توقعاته بشأن أسعار النفط خلال العام الجاري والربع الأول من العام المقبل.
لكن "جيه بي مورجان" توقع ارتفاع أسعار النفط بصورة كبيرة ليصل إلى 120 دولار للبرميل في حال استمر الهجوم على إيران.
وبالنسبة لأسواق الأسهم العالمية، فمن المتوقع أن تستمر موجات التقلب مع ابتعاد المستثمرين عن الأصول الخطرة وإقبالهم على الملاذات الآمنة.
وبالنسبة للمعدن النفيس، يرى المحللون أن الذهب سيشهد صعود قوي خلال الفترة المقبلة، وأنه سيواصل الارتفاع وسط الإقبال الواسع من قبل المتعاملين باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات التقلبات والتوترات الجيوسياسية.