أصدر بنك "جولدمان ساكس" تقريرًا اقتصاديًا جديدًا أشار فيه إلى تراجع احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، حيث خفّض محللو البنك تقديراتهم لاحتمال الركود من 35% إلى 30%.
وأرجع التقرير هذا الانخفاض إلى التقييم الأحدث لتأثير الرسوم الجمركية، والتي تبيّن أن تداعياتها السلبية على النشاط الاقتصادي كانت أضعف مما كان متوقعًا، مما ساهم في تخفيف المخاطر المرتبطة بتباطؤ اقتصادي حاد.
في ضوء هذه المستجدات، قام "جولدمان ساكس" بمراجعة توقعاته للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال عام 2025، ورفعها من 1% إلى 1.25%.
كما أجرى تعديلًا على تقديراته بشأن معدل البطالة المتوقع في ذروته، وخفّضه من 4.5% إلى 4.4%، وهو ما يعكس استمرار قوة سوق العمل، ومرونته أمام الضغوط الاقتصادية، لا سيما في ظل بيئة تتسم بعدم اليقين التجاري والضغوط التضخمية المتقلبة.
وعلى صعيد السياسة النقدية، حافظ البنك على توقعاته بشأن توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المتبقية من العام. ورجّح أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعاته القادمة، مع تنفيذ خفض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع ديسمبر المقبل.
كما توقع أن يتم إجراء خفضين إضافيين بنفس الحجم خلال عام 2026، في إطار استراتيجية تدريجية تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وضبط التضخم دون الإضرار باستقرار السوق أو التوظيف.
ويشير هذا التقرير إلى تحوّل نسبي في النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي، نحو مزيد من التفاؤل الحذر، مدعومًا ببيئة أقل توترًا تجاريًا واستقرار نسبي في المؤشرات الاقتصادية الرئيسية.
كما يعكس تقديرات "جولدمان ساكس" الثقة المتزايدة في قدرة الاقتصاد الأمريكي على تجنّب الركود الحاد، مع استمرار السلطات النقدية في تبنّي سياسة متوازنة بين دعم النمو وكبح التضخم.