تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" خلال حملته الانتخابية بخفض أسعار الفائدة والقضاء على التضخم المرتفع وخفض تكلفة الطاقة، ورفع الإنتاج المحلي من النفط والغاز، مما سيؤدي لتراجع الأسعار.
وصرح "ترامب" أنه ينوي تنفيذ العديد من القرارات المتعلقة بقطاع الطاقة فور توليه رئاسة البلاد في العشرين من يناير القادم،
كما وعد باستغلال النفط والغاز الطبيعي وغيرهما من المعادن الأخرى إلى أقصى حد ممكن، كما تعهد بحفز آبار جديدة وتوسيع جميع أشكال إنتاج الطاقة.
وقال المحللون إن من المحتمل أن يقوم "ترامب" بإلغاء كافة القيود التنظيمية المعقدة والصارمة التي شهدها قطاع الطاقة خلال رئاسة "جو بايدن".
وفي ظل اتجاه العديد من الدول الكبرى نحو الطاقة النظيفة أو كما يطلقون عليها "الطاقة الخضراء" أعلن "ترامب" رفضه تغير المناخ واصفًا إياه بأنه "خدعة"، وبالتالي فمن المتوقع ألا تكون الطاقة النظيفة ضمن أولوية الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكان الرئيس الحالي "جو بايدن" قد أنفق مليارات الدولارات لدعم صناعة الطاقة النظيفة، في إطار الجهود المبذولة لتقليل انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة.
في الوقت الحالي، يعمل فريق انتقال السلطة الخاص بالرئيس المنتخب "دونالد ترامب" على تجهيز حزمة طاقة لطرحها خلال الأيام الأولى من توليه منصبه، من بينها الموافقة على تصاريح التصدير لمشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة وزيادة الحفر قرب السواحل والأراضي الفيدرالية.
كما يعمل الفريق على رفع الوقف على إصدار تصاريح التصدير الجديدة للغاز الطبيعي المسال، ووقف التصاريح المعلقة.
ومن جانبه، قال ترامب إن سياسته التي تعتمد بشكل أساسي على السيطرة على قطاع الطاقة والتي تبناها خلال فترة ولايته الأولى، من شأنها تمكين الولايات المتحدة من بيع النفط والغاز وأشكال أخرى من الطاقة للدول الأوروبية، وبالتالي سيكون العالم أكثر أمانًا.
ومن المحتمل أن يطالب "ترامب" فور توليه سلطة البلاد، الكونجرس بتوفير التمويل الكافي لتجديد الاحتياطي الاستراتيجي من البترول الذي استنفذ خلال فترة حكم "بايدن" وذلك للمساعدة في إدارة ارتفاع الأسعار الناتجة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتضخم الذي وصل لمستويات قياسية أثناء فترة وباء كورونا، مما سيعزز الطلب على النفط على المدى القريب، وسيعزز زيادة الإنتاج الأمريكي.
كما من المتوقع أن يتم إعادة النظر في الاستكشاف على الأراضي الفيدرالية وتوسيع العمل في الخارج، مما سيؤدي بالطبع لزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام.
وكان "ترامب" قد أعلن أنه يخطط لتأسيس مجلس الطاقة الوطني الذي سيتولي الإشراف على مسار الهيمنة الأمريكية على قطاع الطاقة من خلال تقليل البيروقراطية، مشيرًا إلى أنه سيركز على حفر المزيد من الآبار وبيع النفط وغيره من مصادر الطاقة الأخرى إلى الحلفاء في القارة العجوز وعلى مستوى العالم كله.
وأشار إلى أن المجلس سيضم كافة الإدارات والوكالات المشاركة في الترخيص والإنتاج والتوليد والتوزيع والنقل والتنظيم لقطاع الطاقة بالولايات المتحدة.
وبشكل عام، من الواضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" سيتبنى استراتيجية مختلفة تمامًا عن تلك التي يتبعها "بايدن" في الوقت الحالي، وسيقوم بتغيير جذري في سياسة الطاقة الأمريكية.
يأتي هذا في الظل التوترات الجيوسياسية التي تسيطر على العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مع تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بالإضافة إلى الأحداث في سوريا، مما أدى إلى إثارة مخاوف المستثمرين بشأن إمدادات النفط خلال الفترة المقبلة.