تشير توقعات الأسواق إلى احتمال استمرار ارتفاع أسعار الذهب والنفط في أعقاب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي أثارت مخاوف عالمية من تصعيد عسكري أوسع في منطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة بالغة الأهمية لإمدادات الطاقة العالمية.
في سوق الذهب، تزايد الطلب على المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات.
ويعكس الارتفاع الحاد الذي شهدته الأسعار بعد الضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية تزايد القلق العالمي، خاصة مع غياب أي مؤشرات لاحتواء الموقف دبلوماسيًا في الأمد القريب.
ويدعم هذا الاتجاه أيضًا تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وهو ما يعزز جاذبية الذهب غير المربح.
أما بالنسبة للنفط، فقد قفزت أسعاره بشكل حاد مع تصاعد المخاوف بشأن تعطل إمدادات الخام من منطقة الخليج، لا سيما من مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من النفط العالمي المنقول بحرًا.
كما أن أي تهديد لاستقرار هذا الممر الحيوي من شأنه أن يدفع الأسواق نحو تسعير مخاطر جيوسياسية إضافية، ما ينعكس في زيادات سريعة في الأسعار.
كذلك، تتزايد المخاوف من رد إيراني محتمل قد يطال منشآت نفطية أو سفنًا في المنطقة، ما يعزز احتمالات استمرار تقلب الأسعار في المدى القصير.
لكن في المقابل، قد تحدّ بعض العوامل من استدامة هذه المكاسب، مثل ضعف الطلب العالمي على النفط بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، وخصوصًا في الصين، إضافة إلى الارتفاع المتوقع في إنتاج الولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، ستكون الأسواق أيضًا ستكون شديدة التفاعل مع أية تصريحات من منظمة أوبك أو تحركات لخفض الإنتاج قد تصدر كرد فعل على التوترات الحالية.
بشكل عام، يظل الاتجاه العام مرشحًا لمزيد من الزخم الصعودي لكلا الأصلين ما لم تظهر تطورات تهدّئ من حدة التوتر، سواء عبر تدخلات دبلوماسية أو مؤشرات على امتناع الأطراف المعنية عن التصعيد العسكري المباشر.