شهدت الأسواق المالية العالمية تباينًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، وسط تداخل عوامل متناقضة من نتائج الشركات، والتطورات السياسية، وحركة أسعار السلع والعملات.
في الولايات المتحدة، قاد مؤشر داو جونز موجة من المكاسب مستفيدًا من أرباح قوية أعلنتها شركات صناعية واستهلاكية كبرى، بينما تعرضت أسهم التكنولوجيا لضغوط بيعية خفيفة، ما أدى إلى تراجع مؤشر ناسداك.
سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا بنحو 220 نقطة، مدعومًا بأداء لافت لأسهم 3M وكوكاكولا، في حين أنهى مؤشر ناسداك التعاملات على انخفاض طفيف نتيجة تراجع بعض أسهم التكنولوجيا.
أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فاستقر بالقرب من مستوياته السابقة دون تغير يُذكر، في وقت يبدو فيه المستثمرون في حالة ترقب لما ستكشفه الأيام المقبلة من توجهات اقتصادية جديدة.
ومن جانب آخر، تلقت الأسواق دفعة من نتائج مفاجئة لشركة جنرال موتورز، التي أعلنت أرباحًا تجاوزت التوقعات ورفعت من نظرتها المستقبلية لعام 2025، ما دفع سهمها للارتفاع بنسبة قاربت 15%.
كما شهد سهم شركة وارنر براذرز ديسكفري ارتفاعًا لافتًا تجاوز 11% بعد إعلان الشركة عن تلقيها عروضًا غير رسمية للاستحواذ.
أما سهم آبل فقد ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 0.2% بعد مكاسب بنسبة 4% في الجلسة السابقة بدعم من تقارير عن طلب قوي على هاتفها الجديد "آيفون 17" في الولايات المتحدة والصين.
كما صعد سهم أمازون بنسبة 2.6% رغم تعرض خدمة الحوسبة السحابية AWS التابعة لها لانقطاع واسع يوم الاثنين، في حين سجل سهم نتفليكس مكسبًا طفيفًا بانتظار إعلان نتائجه بعد الإغلاق.
تراجعت أسهم أوراكل بنسبة 0.7% بعد انخفاضها بأكثر من 11% في الجلستين السابقتين، وسط مخاوف المستثمرين بشأن نفقاتها الرأسمالية واعتمادها المتزايد على إيرادات مرتبطة بشركة OpenAI.
في المقابل، شهدت أسعار الذهب واحدة من أسوأ جلساتها في أكثر من عشر سنوات، حيث هبطت بنسبة تقارب 5.5% لتصل إلى نحو 4120 دولارًا للأونصة، بعد أن لامست مستويات قياسية بلغت 4393 دولارًا في بداية الجلسة. هذا الانخفاض أدى إلى تراجع أسهم شركات التنقيب عن الذهب، وعلى رأسها شركة نيومونت التي هبط سهمها بنحو 9%.
اللافت أن الأسواق لم تتأثر كثيرًا بأزمة الإغلاق الحكومي التي دخلت يومها الحادي والعشرين في الولايات المتحدة، وسط تصريحات رسمية ترجح انتهاء الأزمة قريبًا.
فقد أشار مدير المجلس الاقتصادي الوطني إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يتم خلال أيام، بينما عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري "ممتاز" مع الصين، مما خفف من حدة القلق بشأن التصعيد التجاري الأخير.
في أوروبا، خيم الحذر على تعاملات المستثمرين، حيث أغلقت معظم البورصات الرئيسية على تباين.
استقر مؤشر ستوكس 600 الأوروبي دون تغيير يُذكر، في حين سجل مؤشر داكس الألماني تراجعًا طفيفًا، بالتوازي مع ترقب المستثمرين لمزيد من الإشارات من البنك المركزي الأوروبي حول مستقبل السياسات النقدية.
أما في آسيا، فقد انعكست حالة الترقب والضبابية العالمية على أداء الأسواق هناك أيضًا. ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بدعم من شركات التصدير، بينما تراجعت المؤشرات في الصين تحت ضغط من بيانات اقتصادية ضعيفة ومخاوف بشأن تباطؤ النمو المحلي.
على صعيد العملات، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% ليصل إلى 98.93، بينما حافظت العملات الرئيسية الأخرى على استقرار نسبي.
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بنسبة طفيفة، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 57.85 دولارًا للبرميل.
أما بالنسبة للعملات الرقمية، فقد تعافى سعر البيتكوين إلى نحو 110,500 دولار بعد أن لامس مستويات أقل خلال الجلسة، وسط اهتمام متجدد من المستثمرين بهذه الأصول عالية المخاطر.
توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم
تشير توقعات اليوم إلى استمرار حالة الحذر في الأسواق العالمية، مع ترقب المستثمرين لمزيد من بيانات الأرباح ربع السنوية، ومتابعة دقيقة لتصريحات مسؤولي البنوك المركزية حول مستقبل أسعار الفائدة.
ومن المرجح أن تبقى التقلبات حاضرة، خاصة في ظل استمرار الضبابية السياسية في الولايات المتحدة، وتباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الآسيوية الكبرى.