كيف يؤثر حصار "ترامب" لـ "فنزويلا" على أسعار النفط والعملات المشفرة؟

أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الثلاثاء الماضي، فرض حصار شامل على جميع ناقلات النفط الخاصة للعقوبات، سواء المتجهة إلى فزويلا أو الخارجة منها، مؤكدًا أن البلاد أصبحت محاصرة تمامًا بأكبر أسطول بحري في تاريخ أمريكا الجنوبية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، استولت القوات الأمريكية على ناقلة نفط قرب سواحل فنزويلا، في تصعيد جديد لحملة الضغط التي تشنها إدارة "ترامب" ضد حكومة الرئيس "نيكولاس مادورو"، ليتجه من مرحلة "تطبيق العقوبات" إلى عمل عسكري، مما أدى لإثارة حالة من الارتباك في سوق النفط.

وهدد "ترامب" بإرسال قوات برية إلى فنزويلا، التي تعتبر أكبر موطن للاحتياطيات النفطية على مستوى العالم، في إطار ما وصفه بحملة مكافحة تهريب المخدرات.

ومن جانبه، قال "مادورو" إن "ترامب" يسعى للاستيلاء على احتياطيات النفط الهائلة في بلاده، محذرًا من أن أي عمل عسكري سيهدد استقرار إنتاج النفط في فنزويلا والأسوق العالمية.

ومازال التصعيد مستمر، مما أدى لزيادة التقلبات والاضطرابات في سوق النفط العالمي، وبالطبع سيتضرر سوق النفط بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، في حال استمرت التحركات الأمريكية ضد فنزويلا.

يرى محللو السوق، أن ناقلات النفط التي ينوي "ترامب" استهدافها تشكل حوالي 70% من صادرات فنزويلا، ويتم إرسال معظمها إلى مشترين آسيويين يدفعون بالعملات الرقمية، وبالتالي فإن سوق العملات المشفرة هو الآخر معرض للانهيار.

وبحسب تقديرات "أوليفروس"، ستنخفض إيرادات فنزويلا بمقدار 8 مليار دولار سنويًا، في حال عدم الوصول إلى هذه الشبكة من السفن.

ومع تطبيق الولايات المتحدة للعقوبات على فنزويلا فمن المتوقع أن تقل تدفقات العملات الأجنبية، مما يفاقم نقص الغذاء والوقود في بلد تعتمد بشكل أساسي على الاستيراد، ويدفع التضخم للارتفاع الذي يتوقع صندوق النقد الدولي وصوله إلى حوالي 700% خلال العام القادم.

يشار إلى أن فنزويلا تنتج حوالي 900 ألف برميل من النفط يوميًا، وهو رقم بسيط مقارنة بذروته البالغة 3.5 مليون برميل يوميًا في نهاية التسعينيات، وفي الوقت الحالي يغادر النفط غير الخاضع للعقوبات الأمريكية البلاد من خلال شركة "شيفرون".

وتستخدم فنزويلا ما يسمى بـ "الأسطول الخفي" المكون من 900 سفينة لشحن النفط، وهو نفس ما تفعله إيران وروسيا، للتغلب على العقوبات الأمريكية الصارمة.

ويتكون هذا الأسطول من ناقلات شحن قديمة، ترفع في بعض الأوقات أعلام دول أخرى، وتتم عمليات نقل النفط الخام من سفينة إلى أخرى لإخفاء مصدره، ويتم تعطيل أجهزة الاستقبال والإرسال التي تكشف مواقعها، في محاولة للتحايل على العقوبات الأمريكية.

حتى الآن لم يتأثر سوق النفط بشكل كبير بهذا الحصار، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 1% عقب الإعلان مباشرة، ولكن من المتوقع أن يرتفع بشكل أكبر إذا استمر الحصار لفترة طويلة.

وبحسب تقديرات "جولدوين جلوبال استراتيجيز"، فإن إزاحة مليون برميل يوميًا من السوق العالمي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بمقدار 10 دولارات.

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بما يتراوح بين 5 و8 دولارات للبرميل، في حال فرض حصار شامل لجميع صادرات فنزويلا، ففي النهاية سيختلف الأمر على حسب طريقة تطبيق الحصار.

وفي حال منع تصدير النفط الفنزويلي إلى الأسواق، فإن الصين ستكون أكبر المتضررين، لذا أعلنت الصين بشكل واضح رفضها لما وصفته بـ "التنمر الأحادي" من جانب واشنطن.

وقالت موسكو الخميس الماضي، إنها تأمل في أن تتجنب الحكومة الأمريكية ارتكاب "خطأ فادح" في التعامل مع فنزويلا، مشيرة إلى أن القرارات الأمريكية الأخيرة ضد فنزويلا تمثل تهديد مباشر لأمن الملاحة الدولية.