تستهل الأسواق المالية العالمية تعاملاتها اليوم الاثنين في أجواء من الترقب والحذر، متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، بعد الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية.
وتنعكس هذه التطورات على معنويات المستثمرين الذين يتجهون نحو الملاذات الآمنة ويبتعدون عن الأصول ذات المخاطر، في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات اقتصادية مهمة قد تعيد رسم التوقعات بشأن النمو العالمي والسياسات النقدية للفترة المقبلة.
اختتمت مؤشرات وول ستريت تعاملات يوم الجمعة على تباين، في نهاية أسبوع اتسم بالتقلبات والتوترات الجيوسياسية.
حيث تراجع مؤشر S\&P 500 بنسبة 0.22% إلى مستوى 5967.84 نقطة.
في حين هبط مؤشر ناسداك المركب بنحو 0.5% نتيجة ضغوط بيعية طالت أسهم التكنولوجيا. أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد نجح في الإغلاق على ارتفاع طفيف بلغ 0.08%، بدعم من أسهم البنوك والطاقة.
ويعكس هذا التباين حالة القلق في الأسواق نتيجة التوتر في الشرق الأوسط، خاصة بعد الغارات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية، إلى جانب تأثير عطلة Juneteenth في الولايات المتحدة والتي قلّصت السيولة وزادت من حساسية الأسواق للتحركات المفاجئة.
في أوروبا، سجلت مؤشرات الأسهم تراجعات متباينة خلال الجلسة الأخيرة من الأسبوع.
فقد انخفض مؤشر Euro STOXX 50 بنسبة 0.26%، وتراجع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.18% رغم محاولات تعافي قطاع الطاقة.
أما مؤشر DAX الألماني فقد أغلق شبه مستقر بانخفاض طفيف، وسط تقييم المستثمرين لتباين السياسات النقدية في القارة، خصوصاً بعد أن قام البنك الوطني السويسري والبنك المركزي النرويجي بخفض أسعار الفائدة.
وكان الأداء الأسبوعي للأسهم الأوروبية سلبياً، حيث فقد مؤشر ستوكس 600 نحو 1.5% من قيمته خلال الأسبوع.
في آسيا، اتسمت التداولات بهدوء نسبي، حيث أغلق مؤشر نيكاي الياباني على تراجع طفيف بلغ حوالي 0.1%، وسط عمليات جني أرباح بعد مكاسب قوية في الجلسات السابقة.
أما مؤشرات هونغ كونغ وشنغهاي فقد سجلت ارتفاعات معتدلة تراوحت بين 0.3% و0.5%، مدعومة بتحسن في بعض بيانات القطاع الصناعي الصيني والتوقعات بمزيد من الدعم الحكومي.
على صعيد أسواق السلع، شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة على مدار الجمعة الماضية، إذ ارتفعت في بداية الجلسة بعد تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، لكنها تراجعت لاحقًا مع تهدئة نسبية في الخطاب السياسي.
أما الذهب فقد واصل مكاسبه، ليستقر قرب أعلى مستوياته التاريخية، مدعومًا بإقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين العالمية.
وفي سوق العملات، ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف أمام سلة من العملات الرئيسية، مستفيدًا من الإقبال عليه كعملة ملاذ، في حين تراجعت عملات الأسواق الناشئة والدولار الأسترالي والنيوزيلندي بنحو 1% بفعل عزوف المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية.
بشكل عام، عكست حركة الأسواق يوم الجمعة مزيجًا من القلق الجيوسياسي، وقراءات متباينة حول السياسة النقدية العالمية، إلى جانب تأثر الأسواق بتدفقات سيولة منخفضة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع والعطلة الفيدرالية الأمريكية التي سبقتها.
ما هي توقعات الأسواق لأداء الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين؟
تتجه الأسواق المالية العالمية اليوم الاثنين إلى افتتاح حذر وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد الضربات الأمريكية على منشآت إيرانية، ما يزيد من المخاوف بشأن استقرار أسعار النفط وتأثيرها على النمو العالمي.
ومن المتوقع أن تفتتح الأسواق الأوروبية والآسيوية على تراجع، فيما تشير العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى ضغط بيعي محدود.
أما الذهب فقد يشهد طلباً متزايداً كملاذ آمن، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات في عدد من الاقتصادات الكبرى، والتي قد تحدد مسار الأسواق خلال تعاملات اليوم.