ملخص الأسواق: ماحدث يوم الجمعة الماضية وما ينتظرنا اليوم 7/4: أسواق المال تحت ضغوط الحرب التجارية.. وتوقعات حذره للأسواق في ظل التوترات الاقتصادية العالمية

تعيش الأسواق المالية حالة من التذبذب الشديد في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، مما يهدد بتأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي. بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية جديدة على بعض الشركاء التجاريين، تأثرت أسواق الأسهم بشدة، حيث سجلت تراجعات حادة في مؤشرات مثل داو جونز وناسداك. في الوقت نفسه، شهدت السلع مثل الذهب والنفط تقلبات ملحوظة، وسط مخاوف من زيادة الإنتاج وانخفاض الطلب العالمي.

وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الأحداث الاقتصادية التي تؤثر على الأسواق المالية، بالإضافة إلى توقعات الأداء المستقبلي للأسواق المالية، بما في ذلك أسواق الأسهم، السندات، والعملات، مع تسليط الضوء على احتمالات التقلبات القادمة.

تراجعت الأسهم بشكل حاد لليوم الثاني على التوالي يوم الجمعة الماضية، حيث تزايدت المخاوف من أن الحرب التجارية العالمية المتصاعدة قد تؤثر سلباً على أرباح الشركات وتعيق النمو الاقتصادي.

انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 5.5%، ما يعادل خسارة أكثر من 2200 نقطة، ليصل إجمالي التراجع في يومين إلى ما يقارب 4000 نقطة. كما أغلق مؤشر S&P 500 منخفضاً بنسبة 6%، في حين هبط مؤشر ناسداك المركب الذي يضم شركات التكنولوجيا بنسبة 5.8%، ليصل إلى منطقة السوق الهابطة.

حيث سجلت المؤشرات الرئيسية أكبر انخفاض لها منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19 في مارس 2020، حيث تراجع مؤشر S&P 500 وناسداك بنسبة 9.1% و10% على التوالي خلال الأسبوع الماضي.

رغم أن الأسهم بدأت هذا الأسبوع بشكل جيد، إلا أنها شهدت تراجعاً حاداً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء عن فرض تعريفات جمركية واسعة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وتعززت موجة البيع يوم الجمعة بعد إعلان الصين، أحد أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، فرض تعريفة جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية، وذلك رداً على التعريفة الجمركية "المعادلة" التي فرضها ترامب على المنتجات الصينية. كما كشفت بكين عن إجراءات أخرى لتقييد التجارة مع الولايات المتحدة.

يجادل مسؤولو البيت الأبيض بأن هذه التعريفات ستعيد التوازن التنافسي وتعيد التصنيع والوظائف إلى الولايات المتحدة، لكن سرعة وعمق السياسات التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع أثارت مخاوف بين الاقتصاديين والمستثمرين من أن التضخم قد يعود وأن الاقتصاد قد يدخل في ركود.

حصلت الأسهم على دفعة مؤقتة صباح يوم الجمعة بفضل تقرير وظائف أفضل من المتوقع، حيث أظهرت البيانات أن الشركات الأمريكية أضافت 228,000 وظيفة في مارس، وهو ما يزيد بشكل كبير عن التوقعات التي كانت تشير إلى 140,000 وظيفة.

حيث تراجعت أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم بشكل حاد يوم الجمعة، حيث انخفضت أسهم شركة نيفيديا لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي بنسبة تزيد عن 7%، بينما هبطت أسهم شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية بنسبة 10%. كما تراجعت أسهم شركة آبل بنسبة 7% بعد انخفاضها 9% في اليوم السابق، في حين انخفضت أسهم شركة برودكوم لصناعة الرقائق وفيسبوك المالكة لمeta بنسبة 5%. أما أمازون، مايكروسوفت، وألفابيت، فقد انخفضت أسهمهم بنسب تتراوح بين 3% إلى 4%.

كما ركز المتداولون على تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي قال يوم الجمعة إن الاقتصاد لا يزال قويًا، لكن حالة عدم اليقين بشأن المستقبل قد زادت مع طرح إدارة ترامب لسياساتها. وأضاف باول أن المخاطر المتعلقة بالنمو البطيء وارتفاع التضخم قد زادت، لكنه أشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي "مستعد للانتظار للحصول على وضوح أكبر قبل النظر في أي تعديلات" في موقفه من أسعار الفائدة.

وفي اوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية عند إغلاق تعاملات الجمعة، لتسجل أكبر خسائر أسبوعية منذ مطلع العام الجاري، مع تصاعد التوترات التجارية عقب رد الصين برسوم جمركية مضادة على السلع الأمريكية.

وانخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 5.1% إلى 496.33 نقطة عند الإغلاق، ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 8.4%.

توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية

تتوقع الأسواق العالمية أن يستمر أداء الأسهم في التحسن خلال العام 2025، مع توقعات بزيادة مؤشر MSCI All Country World Index بنسبة 10% بحلول نهاية العام، بدعم من النمو القوي في أرباح الشركات خاصة في الولايات المتحدة والأسواق الناشئة. ومع ذلك، هناك تحذيرات من تقلبات قوية في سوق الأسهم الأمريكية بسبب التوترات التجارية والجيوسياسية، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين. يتوقع أيضًا أن يشهد مؤشر S&P 500 نمواً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل بشكل عام، رغم وجود مخاطر متعلقة بالعوامل التجارية والسياسية.

أداء السندات الأمريكية في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي

انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الجمعة الماضية إلى 4.00% بعد أن كان 4.06% في إغلاق يوم الخميس الماضي، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أوائل أكتوبر عند 3.86%. هذا الانخفاض يعكس تزايد القلق بشأن الاقتصاد ويؤثر على تكاليف الاقتراض، بما في ذلك قروض الرهن العقاري التي تشهد انخفاضًا في الفوائد نتيجة لهذا التراجع.

ما هي توقعات الأسواق لأداء سوق السندات الأمريكية اليوم الاثنين؟

تتوقع الأسواق أن يشهد سوق السندات الأمريكية تقلبات خلال عام 2025، مع توقعات بأن يتراوح عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بين 3.5% و5.0%. يتوقع بعض المحللين أن يصل العائد إلى 4.25% بنهاية العام، في ظل استمرار جهود الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم. ومع ذلك، هناك تحذيرات من مخاطر محتملة مثل زيادة العجز المالي نتيجة للتخفيضات الضريبية، مما قد يؤثر على استقرار السوق.

أداء البيتكوين يوم الجمعة الماضية

شهدت بيتكوين تقلبات في أسعارها، حيث ارتفعت إلى 84,200 دولار في تداولات ما بعد ظهر الجمعة بعد أن كانت قد انخفضت إلى 81,600 دولار في وقت سابق. كان سعرها قد وصل إلى 88,000 دولار مساء الأربعاء قبل إعلان الرئيس ترامب عن فرض تعريفات جمركية معاكسة، مما أثر على سعر العملة الرقمية بشكل ملحوظ نتيجة للتوترات الاقتصادية والسياسية.

تشير أحدث البيانات إلى أن سعر البيتكوين (BTC) يبلغ حاليًا حوالي 76,909 دولارًا، مع انخفاض قدره 6,531 دولارًا (-0.07827%) عن الإغلاق السابق.

كيف كان أداء الذهب والنفط يوم الجمعة الماضية؟

تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي للنفط، بنسبة 6.9% لتصل إلى 62.30 دولارًا للبرميل اليوم، مما يعزز الانخفاض الحاد الذي شهدته أمس، وسط القلق من تصاعد الحرب التجارية العالمية. كما جاءت هذه التراجعات في وقت تسارع فيه الدول المنتجة للنفط في خططها لزيادة الإنتاج، ما زاد من الضغوط على أسعار الخام.

من ناحية أخرى، تراجعت عقود الذهب بنسبة 2.1% لتصل إلى 3,055 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت قد حققت سلسلة من الارتفاعات القياسية في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ورغم هذا الانخفاض، يظل الذهب يشهد اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، لكن الانخفاض الأخير يعكس بعض من تراجع هذه الضغوط.

ما هي توقعات الأسواق لأداء الذهب والنفط اليوم الاثنين؟

تشير التوقعات إلى تقلبات في أسعار الذهب والنفط اليوم الاثنين، حيث يُتوقع أن يستمر الذهب في الارتفاع بسبب التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مع توقعات ببلوغه 3,015 دولارًا للأونصة في 2025. أما بالنسبة للنفط، فقد تراجعت الأسعار بشكل حاد بسبب زيادة الإنتاج من دول أوبك+ والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 60.45 دولارًا للبرميل. يُتوقع أن تستمر الأسعار في التأثر بالعوامل الجيوسياسية والتجارية..

أبرز توقعات الأسواق لأداء سوق الفوركس اليوم الاثنين

تشير التوقعات اليوم الاثنين إلى تقلبات في سوق الفوركس بسبب عدة عوامل رئيسية. من المتوقع أن ينخفض الدولار الكندي والمكسيكي بنسبة 1.5% و1% على التوالي نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة. كما يتوقع أن يظل اليورو تحت الضغط بسبب المخاوف الاقتصادية في أوروبا، مع تراجع محتمل بنسبة 7% في بعض الأسواق الأوروبية. في المقابل، من المتوقع أن يرتفع الين الياباني بنسبة 0.5% بعد قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة.