تشهد عملة سولانا حالياً تراجعاً ملحوظاً في قيمتها، حيث انخفضت بنسبة تزيد عن 33% من أعلى مستوى لها منذ بداية العام، ليصل سعرها إلى حوالي 184 دولاراً. هذا التراجع يأتي في وقت يعاني فيه النظام البيئي لسولانا من عدة مشاكل تؤثر على استقراره ونموه.
أحد أبرز الأسباب وراء هذا الانخفاض هو تراجع نمو الشبكة بشكل عام، بالإضافة إلى القلق المتزايد حول مشاريع العملات الميمية على شبكة سولانا. فعلى سبيل المثال، انخفضت القيمة السوقية لجميع عملات الميم على سولانا من أكثر من 25 مليار دولار في يناير إلى حوالي 11.5 مليار دولار حالياً. العديد من هذه العملات شهدت تراجعاً حاداً في قيمتها، حيث انخفضت عملة "Official Trump" من 103 دولارات إلى 18 دولاراً، بينما انخفضت عملات أخرى مثل Fartcoin وai16z وGigachad بأكثر من 15% خلال الأسبوع الماضي.
النمط السائد في شبكة سولانا يتضمن إطلاق العملات الميمية من قبل المطورين، ثم تضخيم قيمتها بشكل مصطنع، ليقوموا بعد ذلك بالخروج من المشروع وترك المتداولين يعانون من الخسائر. على سبيل المثال، حقق بعض الداخلين في مشروع عملة ترامب أرباحاً كبيرة قبل انهيار العملة، مما زاد من المخاوف بشأن الاستدامة على المدى الطويل لهذا النوع من المشاريع.
تأثرت أيضاً منصات التداول اللامركزية في سولانا مثل Raydium وOrca وJupiter، حيث انخفض حجم التداول بشكل كبير. فقد تراجع حجم التداول الإجمالي بنسبة تقارب 25% خلال الأسبوع الماضي، مما جعل شبكة BNB Chain تتفوق عليها من حيث حجم التداول.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت سولانا انخفاضاً ملحوظاً في نشاط العملات المستقرة، وهي العملات التي تُعد الوسيلة الأساسية للتبادل في صناعة البلوكشين. فقد تراجعت إجمالي إمدادات العملات المستقرة على شبكة سولانا بمقدار 772 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، في حين زادت الإمدادات على شبكة إيثريوم بمقدار 1.1 مليار دولار خلال نفس الفترة.
على المستوى الفني، تظهر مؤشرات التحليل الفني أن سعر سولانا في تراجع مستمر بعد أن وصل إلى ذروته عند 300 دولار في يناير. حالياً، يواجه السعر دعماً مهماً عند مستوى 170 دولاراً، وإذا انخفض السعر تحت هذا المستوى، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار أكبر يصل إلى 110 دولارات، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 40% من المستويات الحالية.
بالمجمل، يعكس هذا التراجع الكبير في قيم سولانا سلسلة من التحديات التي يواجهها النظام البيئي للعملة، بما في ذلك تراجع في النمو الشبكي، ضعف النشاط في المشاريع الميمية، تراجع أحجام التداول، وقلّة النشاط في العملات المستقرة.