سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب جديدة يوم الخميس، وسط استمرار موجة الصعود التي تهيمن على وول ستريت، في ظل تفاؤل المستثمرين بنتائج أعمال قوية من بعض الشركات الكبرى، وترقّب لخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1% خلال الجلسة، ليواصل مساره الإيجابي الذي استمر في ثمانية من آخر تسعة أيام تداول. في المقابل، تذبذب مؤشر ناسداك المركب حول مستوى إغلاقه السابق، لكنه حافظ على موقعه فوق مستوى 23,000 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق.
كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 24 نقطة، أو ما يعادل 0.1%.
وجاءت المكاسب مدفوعة بشكل رئيسي بتحركات إيجابية لأسهم الشركات، إذ ارتفع سهم "كوستكو" بنسبة 2% بعد إعلان الشركة عن ارتفاع قوي في مبيعاتها لشهر سبتمبر، حيث أظهرت بياناتها تحقيق نمو ملحوظ في إجمالي المبيعات الصافية خلال الأسابيع الخمسة المنتهية في 5 أكتوبر مقارنة بالعام الماضي.
كذلك، قفز سهم "دلتا إيرلاينز" بنسبة 6% بعد أن أعلنت شركة الطيران عن أرباح فصلية تجاوزت توقعات السوق، مما عزز من المعنويات في قطاع السفر والنقل الجوي.
وفي السياق ذاته، ساهم أداء سهم "نفيديا" في تقليص خسائر داو جونز، بعدما صعد بأكثر من 2% إثر تصريحات من الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ، الذي أكد في مقابلة مع شبكة CNBC أن الطلب على خدمات الحوسبة شهد ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام.
من جانبه، علّق كيفن ماهن، مدير الاستثمار في شركة Hennion & Walsh لإدارة الأصول، خلال مقابلة تلفزيونية، قائلاً: "رغم موجة التفاؤل الحالية، من الطبيعي أن نشهد بعض التقلبات المؤقتة، لكن هذه التذبذبات قد تدفع المستثمرين لإعادة ضخ السيولة إلى السوق".
على صعيد السياسة النقدية، لم تصدر يوم الخميس أي بيانات اقتصادية مهمة، بسبب استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية. ومع ذلك، يترقب المستثمرون عن كثب التصريحات المرتقبة من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وفي مقدمتهم رئيس المجلس جيروم باول.
وقد ألقى باول كلمة ترحيبية خلال مؤتمر البنوك المجتمعية في واشنطن، أُذيعت عبر تسجيل مصوّر، إلا أنه لم يتطرق خلالها إلى أي إشارات بشأن السياسة النقدية.
واكتفى بالتأكيد على التزام البنك المركزي بتخفيف الأعباء التنظيمية عن البنوك المجتمعية، مع ضمان سلامتها واستقرارها التشغيلي.
وتأتي هذه التصريحات بعد نشر محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، الذي كشف عن وجود انقسام واضح بين صانعي السياسة النقدية بشأن مستقبل أسعار الفائدة، مما يزيد من حالة الترقب في الأسواق تجاه التوجه القادم للبنك المركزي الأمريكي.