رفع بنك "إتش إس بي سي" البريطاني توقعاته لمتوسط أسعار الذهب لعامي 2025 و2026، مدعومًا بعوامل متعددة أبرزها تصاعد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، إلى جانب ضعف أداء الدولار الأميركي.
وجاء في مذكرة بحثية صادرة عن البنك بتاريخ 15 أكتوبر – نقلتها وكالة "رويترز" – أن المعنويات في سوق الذهب لا تزال إيجابية، مع توقعات بارتفاعات مستمرة خلال العام المقبل، خاصة في ظل تزايد الطلب المؤسسي على المعدن النفيس.
وأشار البنك إلى أن الاتجاه العالمي نحو العجز المالي، خصوصًا في الولايات المتحدة وعدد من الاقتصادات الكبرى، يعزز من جاذبية الذهب كأداة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسات المالية التوسعية.
في ضوء هذه المعطيات، قام البنك بتعديل توقعاته لمتوسط سعر الذهب في عام 2025، ليرتفع من 3215 دولارًا إلى 3355 دولارًا للأوقية.
كما رفع تقديراته لمتوسط سعر الذهب في عام 2026 إلى 3950 دولارًا للأوقية، ما يعكس قناعة البنك بأن العوامل الداعمة لارتفاع الذهب مرشحة للاستمرار خلال المدى المتوسط.
ويأتي هذا التعديل في التوقعات بعد الارتفاع اللافت الذي سجله الذهب خلال العام الحالي، حيث قفزت أسعاره بأكثر من 60% حتى الآن، مواصلًا تحطيم مستويات قياسية جديدة بشكل متكرر.
وقد أسهمت في هذا الصعود مجموعة من العوامل، من بينها تصاعد التوترات في عدد من المناطق حول العالم، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى، بالإضافة إلى تزايد اهتمام المستثمرين بالتحوط من مخاطر التضخم والانكماش المحتمل في النمو الاقتصادي العالمي.
تشير هذه التوقعات من بنك "إتش إس بي سي" إلى أن الذهب سيظل في دائرة الضوء كأحد الأصول الأكثر جذبًا للمستثمرين في الفترات القادمة، خاصة في ظل بيئة اقتصادية ومالية تتسم بالتقلبات وعدم الاستقرار.