كشفت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الفيدرالي الألماني "ديستات"، يوم الإثنين، عن تسجيل مبيعات التجزئة في ألمانيا تراجعًا حادًا خلال شهر مايو الماضي، لتسجّل أسوأ وتيرة انكماش شهري منذ خمسة أشهر، مما يثير المخاوف بشأن استقرار الإنفاق الاستهلاكي في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ووفقًا للبيانات، انخفضت مبيعات التجزئة في ألمانيا بنسبة 1.6% على أساس شهري، وهي نسبة تفوق بكثير توقعات الأسواق التي أشارت إلى انكماش أكثر اعتدالًا عند 0.5%. كما تُعد هذه القراءة الأدنى منذ يناير الماضي.
ويُذكر أن قراءة شهر مارس كانت قد أظهرت انكماشًا بنسبة 1.1%، إلا أنه جرى تعديلها لاحقًا إلى تراجع أقل حدة عند 0.6%.
ورغم هذا الأداء السلبي على المستوى الشهري، أظهرت البيانات أن مبيعات التجزئة قد ارتفعت بنسبة 1.6% على أساس سنوي، مقارنة بشهر مايو من العام السابق، إلا أن هذا النمو يأتي بعد وتيرة أقوى خلال أبريل، عندما بلغت الزيادة السنوية 2.3% قبل أن يتم تعديلها إلى 2.9%.
ويُعد مؤشر مبيعات التجزئة من المؤشرات الاقتصادية المهمة، حيث يقيس التغير في إجمالي قيمة المبيعات المعدّلة وفقًا للتضخم في قطاع التجزئة، مع استثناء مبيعات السيارات ومحطات الوقود.
ويعكس هذا المؤشر بشكل مباشر مستوى الإنفاق الاستهلاكي، الذي يُمثل ركيزة أساسية في النمو الاقتصادي الألماني.
ويُراقب المستثمرون وصانعو القرار في البنك المركزي الأوروبي عن كثب بيانات مبيعات التجزئة، باعتبارها أداة مهمة لتقييم ديناميكية الاستهلاك، واتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية في المستقبل القريب.