وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط والغاز سيواصل الارتفاع حتى 2050 والعالم بعيد عن تحقيق أهدافه المناخية

وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط والغاز سيواصل الارتفاع حتى 2050 والعالم بعيد عن تحقيق أهدافه المناخية

توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي لتوقعات الطاقة العالمية الصادر يوم الأربعاء، استمرار نمو الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050، مشيرة إلى أن العالم يبدو بعيداً عن تحقيق أهدافه المناخية الحالية، في ظل استمرار الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة التقليدية وغياب سياسات فعالة للحد من الانبعاثات الكربونية.

وأوضحت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أن السيناريوهات القائمة — والتي تستند إلى السياسات الحكومية المعتمدة حالياً دون الأخذ في الاعتبار الطموحات المستقبلية المتعلقة بالمناخ — تشير إلى إمكانية ارتفاع الطلب على النفط إلى نحو 113 مليون برميل يومياً بحلول منتصف القرن، أي بزيادة تقارب 13% مقارنة بمستويات عام 2024.

كما توقعت أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بمقدار 90 إكساجول بحلول عام 2035، وهو ما يمثل زيادة بنحو 15% عن المستويات الحالية، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي في الدول الناشئة وارتفاع الطلب الصناعي على الوقود الأحفوري.

وبيّنت الوكالة أن هذه التقديرات لا تمثل توقعات حتمية، بل تعتمد على مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي تدرس نتائج مختلفة وفقاً لمسارات السياسات المستقبلية. ففي السيناريو الذي يأخذ في الاعتبار السياسات المقترحة ولكن غير المطبقة بعد، يُتوقع أن يبلغ الطلب على النفط ذروته في حدود عام 2030 تقريباً، قبل أن يبدأ بالاستقرار تدريجياً في العقود التالية.

وكانت الوكالة قد رجّحت في تقارير سابقة خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أن يشهد العقد الحالي ذروة الطلب العالمي على النفط، مؤكدة حينها أنه لن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز إذا أراد العالم الوصول إلى أهدافه المتعلقة بالحياد الكربوني.

إلا أن التطورات السياسية والاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، أدت إلى ضغوط على الوكالة بسبب تركيزها المتزايد على سياسات الطاقة النظيفة، إذ دعا ترامب الشركات الأميركية إلى زيادة إنتاج النفط والغاز لتعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات.

وأشار التقرير إلى أن الوكالة كانت تخطط لتقييم أهداف مناخية جديدة للدول تغطي الفترة ما بين 2031 و2035، بهدف بناء تصور أدق لمسار الانبعاثات العالمية في العقد المقبل، غير أن عدداً محدوداً فقط من الدول قدّم خططه المناخية الجديدة، ما حال دون تمكن الوكالة من صياغة رؤية واضحة بشأن المسار العالمي نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

ويعكس التقرير اتجاهاً أكثر واقعية في تقييم مستقبل الطاقة، إذ يظهر أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يسير بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً، وأن الاعتماد على الوقود الأحفوري سيبقى مهيمناً على مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة، ما لم تُتخذ إجراءات حازمة وسريعة لدعم الاستثمارات الخضراء وتقليص الانبعاثات.