الليرة التركية تسجل أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار

تراجع سعر الليرة التركية خلال جلسة يوم الاثنين، لتصل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 29 ليرة للدولار، عقب صدور بيانات الحساب الجاري، والتي أظهرت تسجيل تركيا فائضًا في الحساب الجاري في أكتوبر الماضي، للشهر الثاني على التوالي، بفضل عودة السياحة. 
ومنذ مطلع العام الجاري، تراجعت الليرة التركية بنسبة 35%، بعد تخلي الحكومة التركية عن سياسة التشديد النقدي، في يونيو الماضي، والبدء في رفع أسعار الفائدة، التي وصلت الآن إلى 40% بدلًا من 8.5%.
وانخفضت الليرة التركية حتى تلك اللحظات من تعاملات اليوم بنسبة 0.5% أمام الدولار الأمريكي إلى 29.00 ليرة للدولار الواحد، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق. 
سجلت تركيا فائضا في الحساب الجاري قدره 186 مليون دولار، مقارنة بفائض قدره 1.91 مليار دولار في نوفمبر الماضي، بحسب البيانات الصادرة عن البنك المركزي التركي، صباح اليوم.
وحققت صناعة الخدمات في البلاد فائضا صافيا قدره 6.04 مليار دولار، حيث سجل قطاع السفر تدفقا صافيا يبلغ 4.75 مليار دولار، وسط انتعاش قطاع السياحة وعودة السياح، ومع ذلك، لا تزال البلاد تسجل عجزًا في السلع يقدر بـ  4.87 مليار دولار.
وارتفعت أسعار الواردات بشكل قوي خلال السنوات الأخيرة، بفعل ضعف الليرة، مما أدى إلى زيادة التضخم والضغط على الميزان التجاري، بالرغم من الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي خلال الأشهر الأخيرة من زيادة أسعار الفائدة ساعدت في تباطؤ تراجع العملة المحلية. 
كما أظهرت البيانات، تباطؤ معدل البطالة في تركيا من 9% إلى 8.5% خلال شهر أكتوبر الماضي، مقارنة بشهر سبتمبر الذي يسبقه.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت بيانات رسمية نمو الاقتصاد التركي بنسبة 5.9% في الربع الثالث، وهو معدل أكبر من توقعات المحللين البالغ 5.6%، مدعومًا بإنفاق الأسر، لكن من المتوقع أن يتباطأ النشاط في ظل استمرار البنك المركزي التركي في سياسة التشديد النقدي، التي تهدف لتهدئة الطلب المحلي والسيطرة على التضخم المرتفع.