تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد يتجاوز 27.236 مقابل العملة الأمريكية، خلال تعاملات يوم الثلاثاء، بفعل زيادة قوة الدولار واستمرار الضغوط التضخمية.
ووصلت خسائر الليرة التركية منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم إلى أكثر من 31% مقابل الدولار الأمريكي.
وتسببت سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعمة لأسعار الفائدة المنخفضة بالرغم من الارتفاع الكبير في التضخم، إلى حدوث أزمة في سعر العملة المحلية في أواخر عام 2021، مما دفع التضخم للارتفاع أعلى 85% خلال العام الماضي.
واعتبارًا من يونيو الماضي، عكس البنك المركزي التركي مساره، وقرر رفع سعر الفائدة بمعدل كبير في شهرين متتالين، لكن بالرغم من ذلك واصلت الليرة الهبوط، حيث خسرت 24% من قيمتها منذ شهر يونيو الماضي.
وكشفت حفيظة أركان، محافظة البنك التركي، عن سلسلة إجراءات تهدف لدعم العملة المحلية، وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين، من بينها إلغاء الحد الأدنى لمتطلبات سعر الفائدة لحسابات الليرة الخاضعة للحماية من تقلبات سعر الصرف.
وأعاد المحللون التراجع الحاد الذي تشهده الليرة التركية بالرغم من رفع أسعار الفائدة لمستويات قياسية غير مسبوقة منذ حوالي 20 عامًا عند 30%، إلى أن سعر الفائدة مازال أقل من معدل التضخم السنوي في تركيا، والذي يقترب من 60%.
في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي مدعومًا بالبيانات الاقتصادية القوية وخطاب التشديد من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وعجز الميزانية التي سيتم تمويله من خلال الاقتراض إلى زيادة العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من 45 نقطة أساس من سبتمبر ليصل إلى 4.5%، وذلك لأول مرة منذ عام 2007.