شهد الدولار الأمريكي تراجعًا أمام معظم العملات الرئيسية خلال تعاملات الثلاثاء، في ظل تصاعد المخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضوة مجلس محافظي البنك المركزي.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تصعيد مباشر للضغوط السياسية التي يمارسها ترامب على الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، خاصة بعد تحفظ البنك على خفض أسعار الفائدة منذ بداية العام الجاري، رغم الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وأوضح ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" أن قرار الإقالة جاء نتيجة ما وصفه بتقديم كوك "بيانات غير صحيحة" عند حصولها على قروض رهن عقاري، معتبرًا أن هذا السلوك يثير الشكوك حول نزاهتها وكفاءتها.
هذه التصريحات زادت من حالة القلق في الأسواق بشأن التدخل المباشر في سياسات البنك المركزي، وهو ما يُفترض أن يبقى مستقلًا عن أي ضغوط سياسية.
وعلى صعيد التداولات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة مكونة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.19% ليسجل 98.24 نقطة.
في المقابل، ارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.25% إلى 1.1647 دولار، كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.22% ليسجل 1.3484 دولار. أما الين الياباني، فقد ارتفع مقابل العملة الأمريكية بنسبة 0.18% ليصل إلى 147.54 ين لكل دولار.
ويترقب المستثمرون في الأيام المقبلة تطورات العلاقة المتوترة بين الإدارة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الضغط السياسي إلى إضعاف الثقة في السياسة النقدية للولايات المتحدة، وبالتالي انعكاسات محتملة على استقرار الأسواق العالمية.