استعادت العملة السويسرية مكانتها كوجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار، مع اقترابها من أعلى مستوياتها أمام اليورو منذ ما يقرب من عشر سنوات، مدعومة بتزايد التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية العالمية.
فقد ارتفع الفرنك بشكل قوي أمام اليورو، ليسجل خلال تعاملات الثلاثاء مستوى 0.92102 فرنك لليورو الواحد، مقتربًا بفارق ضئيل لا يتجاوز 0.2% من المستويات التي لم تُسجل منذ يناير 2015. هذا الأداء يعكس ثقة الأسواق المتزايدة بالعملة السويسرية كأصل موثوق في أوقات عدم اليقين.
ورغم أن الفرنك شهد بعض التراجع أمام الدولار الأمريكي خلال الجلسة نفسها، حيث انخفض بنسبة 0.29% إلى 1.2582 فرنك لكل دولار، إلا أنه لا يزال يُعد العملة الوحيدة ضمن الاقتصادات الكبرى العشر التي تمكنت من تحقيق مكاسب أمام العملة الأمريكية خلال الشهر الماضي.
هذا التحول اللافت في أداء الفرنك يأتي في وقت تتصاعد فيه مخاطر عدة حول العالم، أبرزها تصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والأزمات السياسية المتفاقمة في عدد من الاقتصادات الكبرى مثل فرنسا واليابان. إلى جانب ذلك، تواجه البنوك الإقليمية الأمريكية ضغوطًا مالية متزايدة أثارت قلق المستثمرين بشأن استقرار النظام المصرفي.
ويرى مراقبون أن الأداء القوي للفرنك في هذه المرحلة لا يرتبط فقط بالعوامل السياسية والمالية العالمية، بل أيضًا بسياسات البنك الوطني السويسري، الذي يتبنى نهجًا حذرًا في التعامل مع تقلبات السوق، ما يعزز ثقة المستثمرين بقدرته على الحفاظ على استقرار العملة.
وفي ظل هذه المعطيات، قد يستمر الفرنك في جني المكاسب، خاصة إذا استمرت العوامل المحفزة للطلب على الأصول الآمنة في الهيمنة على أجواء الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.