حققت شركة إنفيديا إنجازًا تاريخيًا في أسواق المال العالمية، بعدما أصبحت لفترة وجيزة الشركة الأعلى قيمة سوقية في التاريخ خلال تداولات يوم الخميس، وسط موجة من التفاؤل بين المستثمرين حول مستقبل الشركة مع استمرار تصاعد الطلب على تقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
ارتفع سهم إنفيديا المدرج في بورصة ناسداك بنسبة 2.2% خلال جلسة الخميس ليصل إلى 160.6 دولار، ما دفع القيمة السوقية للشركة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 3.92 تريليون دولار.
متجاوزة بذلك الرقم القياسي التاريخي الذي سجلته شركة أبل في ديسمبر الماضي عندما بلغت قيمتها السوقية 3.915 تريليون دولار.
إلا أن سهم إنفيديا قلص جزءًا من مكاسبه خلال نهاية الجلسة، ليغلق مرتفعًا بنسبة 1.33% عند 159.34 دولار، مما أدى إلى تراجع طفيف في القيمة السوقية إلى نحو 3.888 تريليون دولار.
ورغم هذا التراجع المحدود، احتفظت إنفيديا بمكانتها كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، متفوقة على مايكروسوفت التي بلغت قيمتها السوقية 3.708 تريليون دولار، وأبل التي جاءت في المركز الثالث بقيمة 3.19 تريليون دولار.
شهدت القيمة السوقية لإنفيديا نموًا استثنائيًا خلال السنوات الأربع الماضية، إذ ارتفعت بأكثر من ثمانية أضعاف بعدما كانت تبلغ 500 مليار دولار فقط في عام 2021.
ويُعزى هذا النمو الكبير إلى هيمنة الشركة على سوق الرقائق الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الابتكارات التكنولوجية الحديثة حول العالم.
ووفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية، فإن القيمة السوقية لإنفيديا باتت تفوق القيمة الإجمالية لكافة أسواق الأسهم في كل من كندا والمكسيك مجتمعتين، كما تجاوزت أيضًا القيمة الإجمالية لجميع الشركات المدرجة في بورصات المملكة المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن سهم إنفيديا قد ارتفع بأكثر من 68% منذ أدنى مستوى له الذي سجله في الرابع من أبريل الماضي، وهو التراجع الذي جاء في ظل اضطرابات الأسواق العالمية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض حزمة من الرسوم الجمركية المرتفعة على مجموعة من الدول.
ومع ذلك، نجح سهم إنفيديا في التعافي بقوة، مدعومًا بالزخم الكبير في قطاع الذكاء الاصطناعي والطلب المتسارع على حلول الحوسبة المتقدمة.
يعكس هذا الأداء المذهل لشركة إنفيديا التحول العميق في توجهات الأسواق العالمية نحو الابتكارات التكنولوجية، لا سيما تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ويعزز من موقع الشركة كشريك رئيسي في صياغة ملامح الاقتصاد الرقمي الجديد.