HSBC: ارتفاع نفقات الحوسبة يحدّ من سرعة تحول OpenAI للربحية رغم توقعات نمو إيراداتها حتى 2030

توقّع بنك HSBC في تحليل حديث أن تواجه شركة OpenAI ضغوطًا مالية ممتدة خلال السنوات المقبلة، مرجّحًا استمرار تسجيلها للخسائر حتى نهاية العقد الحالي، رغم النمو السريع الذي تحققه في قطاع الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لتقديرات البنك، فإن الشركة ستكون بحاجة إلى تمويل ضخم يتجاوز 200 مليار دولار بحلول عام 2030، بهدف دعم التوسع المتسارع في البنية التحتية الحاسوبية التي تعتمد عليها نماذجها المتقدمة.

ويرى HSBC أن الإيرادات المحتملة للشركة قد ترتفع على نحو كبير لتلامس حدود 213 مليار دولار قبل عام 2030، إلا أن حجم الطلب على قدرات الحوسبة والتخزين والمعالجة يفوق بكثير قدرة الشركة على توليد السيولة، ما يؤدي إلى فجوة تمويلية ضخمة خلال السنوات المقبلة.

كما تشير التوقعات إلى أن الالتزامات المتعلقة بالبنية التحتية قد تتجاوز 1.4 تريليون دولار بحلول 2033، وهو رقم يعكس النطاق الهائل للاستثمارات المطلوبة لدعم الابتكار المستمر في نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة مع المنافسة الشرسة بين شركات التقنية العملاقة.

ويتضمن هذا الرقم مئات المليارات من الدولارات الموجهة للحوسبة السحابية، والتي تشمل تكاليف استئجار وتشغيل مراكز البيانات، إضافة إلى الاستثمار في رقائق المعالجة المتطورة اللازمة لتشغيل الأنظمة الذكية.

وتشير التقديرات إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الالتزامات — نحو 620 مليار دولار — يعود إلى العقود المؤجرة لمراكز البيانات وحدها.

ويحذّر البنك من أن القطاع الذي تنشط فيه OpenAI يتميز بكثافة رأسمالية غير مسبوقة، ما يجعل التكلفة الاستثمارية أعلى من أي قطاع تقني آخر عبر التاريخ. هذا التضخم في النفقات قد يؤدي إلى تأخير مسار الربحية، خاصة مع التوسع السريع في الطلب على الخدمات الحاسوبية وقدرة المنافسين على تحسين مواردهم.

ويخلص التقرير إلى أن نجاح OpenAI في السنوات المقبلة سيعتمد بشكل أساسي على قدرتها على إدارة تكاليف النمو الكبيرة، مع الحفاظ على مستوى التوسع المطلوب لتقديم خدمات ونماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، في ظل بيئة مالية وتقنية تتغير بسرعة وتفرض تحديات متواصلة.