ما هدف "ترامب" من إنشاء احتياطي استراتيجي من "بيتكوين" وتأثير هذا القرار على الأسعار؟

قدم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال حملته الانتخابية في نهاية العام الماضي، الكثير من الوعود بشأن صناعة التشفير، وأكد على دعمه القوي للعملات الرقمية، مما عزز أسعار العملات الرقمية وخاصة البيتكوين حينها، وحققوا مكاسب قياسية ووصلت البيتكوين إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

ومنذ تنصيب "ترامب" في يناير الماضي، كانت الأسواق تترقب تنفيذ تلك الوعود، وبالفعل أعلن الرئيس الأمريكي منذ أيام قليلة إنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين.

أعلن "ترامب" عن أسماء خمس عملات رقمية ينوي إدراجها في الاحتياطي الاستراتيجي الجديد، وهم "بيتكوين" و"إيثريوم" و"سولانا" و"كاردانو" و"الريبل"، وذلك من أجل جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لصناعة العملات المشفرة.

ويهدف هذا القرار أيضًا إلى جعل الحكومة الأمريكية في وضع أفضل للتأثير على اللوائح العالمية المتعلقة بقطاع التشفير من خلال الاحتفاظ بمحفظة متنوعة من العملات الرقمية، ومن المحتمل أن تتجه بقية الدول إلى إنشاء احتياطيات مماثلة، مما يعزز صناعة التشفير بشكل قوي للغاية.

وكان ترامب قد طرح في مؤتمر "بيتكوين 2024" فكرة إنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين من أجل الاحتفاظ بنسبة 100% من كافة العملات الرقمية التي تمتلكها الولايات المتحدة في الوقت الحالي أو تستحوذ عليها في المستقبل.

يرى المحللون أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة "دونالد ترامب" أدركت جيدًا الدور الذي تلعبه العملات الرقمية في تشكيل مستقبل التجارة العالمية والاستثمار والتكنولوجيا العالمية، والأهمية المتزايدة لتقنية البلوك تشين والأصول الرقمية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، مما دفعها إلى قبول العملات الرقمية وتعزيز شرعيتها.

يشار إلى أن الحكومة الأمريكية تحتفظ حاليًا ببيتكوين تقدر قيمتها بـ 19 مليار دولار تقريبًا، حصلت عليها بشكل رئيسي من خلال عمليات المصادرة المرتبطة بقضائيا جنائية، لكن حتى الآن لا نعلم ما إذا كان سيقتصر الاحتياطي الاستراتيجي على تلك الأصول فقط أم سيتم الاستحواذ على أصول إضافية.

عقب هذا القرار ارتفعت أسعار العملات الرقمية بشكل حاد خلال تعاملات يوم الأحد، وتعافت بيتكوين وغيرها من العملات الأخرى من موجة الهبوط القوية التي ضربت سوق الكريبتو، بسبب عزوف المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر، مع تصاعد التوترات التجارية العالمية بسبب رسوم "ترامب" الجمركية.

لكن رغم هذا الصعود القوي سرعان ما تحولت العملات الرقمية للهبوط مرة أخرى، حيث كان المستثمرون يأملون في إجراءات أقوى من ذلك.

ويرى "أندرو تو" المسؤول لدى "إيفيشنت فرونتير" أنه إذا لم تتطابق التوقعات مع الواقع، فقد تتراجع العملات المشفرة مرة أخرى، مشيرًا إلى أن المخاوف الاقتصادية لا تزال تشكل عبئًا قد يتسبب في تراجع أسعار تلك العملات مرة أخرى.

وبالرغم من أهمية هذا القرار لسوق العملات الرقمية، لكن هناك مخاطر حقيقية تواجه الإدارة الأمريكية، في حال انهارت واحدة أو أكثر من العملات الخمس التي اختارها "ترامب" لإنشاء مخزون استراتيجي، فمن المحتمل أن يواجه الرئيس الأمريكي وحلفاؤه انتقادات واسعة بشأن اختيار تلك العملات أو تبنى سياسات اقتصادية غير صحيحة.