ملخص الأسواق: ما حدث بالأمس وما ينتظرنا اليوم 28/1: أسواق المال تتراجع وسط ضغوط الذكاء الاصطناعي الصيني

ملخص الأسواق: ما حدث بالأمس وما ينتظرنا اليوم 28/1: أسواق المال تتراجع وسط ضغوط الذكاء الاصطناعي الصيني

شهدت أسواق المال العالمية يوم أمس الإثنين تحركات حادة في مختلف القطاعات، مع تزايد القلق من التهديدات التنافسية القادمة من الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما أثر بشكل كبير على أسواق الأسهم والسلع والعملات.
حيث تراجع قطاع التكنولوجيا بشكل ملحوظ، في حين شهدت أسواق السندات والعملات الرقمية تقلبات كبيرة، مع استمرار تفاؤل المستثمرين في بعض القطاعات الأخرى مثل السندات الأمريكية. في هذا التقرير، نستعرض أبرز تطورات الأسواق يوم الإثنين مع تقديم التوقعات للأداء خلال اليوم الثلاثاء، بما في ذلك أسواق الأسهم العالمية، السندات، الفوركس، والذهب، فضلاً عن سوق العملات الرقمية.
تراجع الأسهم العالمية بسبب التهديدات التنافسية من الصين في مجال الذكاء الاصطناعي
انخفضت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ يوم أمس الإثنين بسبب القلق المتزايد حول التنافسية المتنامية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي. سجل مؤشر ناسداك المركب، الذي يركز بشكل كبير على شركات التكنولوجيا، تراجعًا بنسبة 3.1%، كما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5%. بالمقابل، سجل مؤشر داو جونز الصناعي زيادة بنسبة 0.7%، حيث تعافى من بعض الخسائر التي تكبدها في وقت سابق من اليوم. وكان مؤشر قطاع تكنولوجيا المعلومات في S&P 500 قد شهد تراجعًا كبيرًا بنسبة 5.6%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ سبتمبر 2020.
تأتي هذه الانخفاضات بعد أسبوعين من المكاسب التي حققتها الأسواق، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية مرتفعة وسط التفاؤل المتزايد بشأن إدارة ترامب الجديدة، بالإضافة إلى النتائج الجيدة التي أظهرتها الشركات في تقارير أرباحها، وآمال المستثمرين في النمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي. إلا أن هذا التفاؤل تراجع بعد إطلاق نموذج للذكاء الاصطناعي من قبل شركة ناشئة صينية تُدعى DeepSeek، التي نجحت في منافسة النماذج الأمريكية بتكلفة أقل. هذا التقدم الصيني يثير قلق المستثمرين بشأن قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، في وقت تقوم فيه الشركات الأمريكية بتخصيص مبالغ ضخمة لتطوير هذا القطاع.
أسهم شركات الرقائق تشهد خسائر كبيرة
تسبب القلق بشأن المنافسة الصينية في خسائر كبيرة في أسهم شركات تصنيع الرقائق. فقد تراجعت أسهم إنفيديا (Nvidia) وبرودكوم (Broadcom) بنسبة 17% لكل منهما، بينما هوت أسهم مارفيل تكنولوجي (Marvell Technology) بنسبة 19%. كذلك، تراجعت أسهم ميكرون (Micron) وآرم هولدينغز (Arm Holdings) بنسبة 12% و10% على التوالي، في حين انخفض صندوق فان إيك لأسهم أشباه الموصلات بنسبة 10%. يُعزى هذا التراجع الحاد إلى المخاوف من تأثيرات المنافسة الصينية على مستقبل صناعة الرقائق الأمريكية.
أسواق التكنولوجيا الكبرى تُسجل تباينًا في الأداء
أما بالنسبة للأسهم الأخرى لشركات التكنولوجيا الكبرى، فقد شهدت تباينًا في الأداء. فقد تراجعت أسهم مايكروسوفت (Microsoft) وجوجل (Alphabet) وتسلا (Tesla) بأكثر من 2%، بينما سجلت أسهم أبل (Apple) زيادة بنسبة 3.2%، وارتفعت أسهم ميتا (Meta Platforms) بنسبة 1.9%. في حين أن أسهم أمازون (Amazon) ارتفعت بشكل طفيف. من المتوقع أن تُعلن هذه الشركات عن نتائجها الفصلية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما قد يؤثر على حركة أسهمها بشكل أكبر.
أسهم شركات الذكاء الاصطناعي تتعرض للهبوط بعد تفاؤل المستثمرين
في الوقت الذي كانت فيه أسهم العديد من الشركات التي استفادت من حماسة الذكاء الاصطناعي قد شهدت ارتفاعات ملحوظة في الأسابيع الماضية، خاصة بعد إعلان الشراكة بين أوراكل (Oracle) وOpenAI وSoftBank لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فإن هذه الأسهم شهدت تراجعًا حادًا يوم الإثنين. فقد انخفضت أسهم أوراكل بنسبة 14%، بينما تراجعت أسهم بالانتير (Palantir) بنسبة 4.5%، وأريستا نتووركس (Arista Networks) بنسبة 22%. كما انخفضت أسهم شركات الطاقة النووية مثل فيسترا (Vistra) وكونستليشن إنرجي (Constellation Energy) بنسبة 28% و21% على التوالي.
أرباح جيدة لشركة AT&T رغم التقلبات العامة في السوق
في المقابل، كانت AT&T واحدة من الشركات التي استطاعت تحقيق نتائج إيجابية. فقد ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 6.3% بعد إعلانها عن نتائج أفضل من المتوقع للربع الرابع من العام، مما ساعد على دعم سوق الأسهم في خضم هذا التراجع العام.
وفي أوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية في تعاملات يوم أمس الاثنين، متأثرة بتراجع كبير في قطاع التكنولوجيا، الذي انضم إلى موجة الخسائر التي اجتاحت أسواق الأسهم العالمية. هذا التراجع جاء على خلفية القلق المتزايد بشأن تأثير نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة والطاقة الذي طوّرته الصين، والذي أثار مخاوف بشأن قدرة الشركات الغربية على الحفاظ على أرباحها في ظل هذه المنافسة المتزايدة. نتيجة لذلك، شهد المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية "ستوكس 600" انخفاضًا بنسبة 0.7%.
كما سجلت الأسهم الصينية انخفاضاً عند إغلاق تعاملات يوم أمس الإثنين، مع ضعف التداولات في آخر جلسة تداول قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، حيث أدى الانكماش المفاجئ في نشاط التصنيع إلى انخفاض معنويات المستثمرين.
وفي ختام الجلسة، انخفض مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.41% إلى 3817 نقطة، في حين استقر مؤشر "شنغهاي المركب" عند 3250 نقطة، وتراجع نظيره "شنتشن المركب" بنسبة 1.3% إلى 1911 نقطة.
توقعات الأسواق لأداء الأسهم العالمية اليوم الثلاثاء
من المتوقع أن يشهد أداء الأسواق العالمية يوم الثلاثاء تقلبات في ظل استمرار المخاوف المتعلقة بالابتكارات التكنولوجية، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتأثيرها على أرباح الشركات الكبرى. قد تتأثر الأسواق الأوروبية بمزيد من التراجع في قطاع التكنولوجيا، بينما من المحتمل أن تشهد الأسواق الأمريكية تحركات هادئة بسبب تراجع التوقعات بشأن معدلات النمو الاقتصادي في بعض القطاعات. في المقابل، قد تشهد أسواق الأسهم الآسيوية استقرارًا نسبيًا، إذا ما استمر التركيز على التطورات الاقتصادية في الصين والدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في صناعة الأعمال. يتعين على المستثمرين مراقبة أي إشارات من البنوك المركزية الكبرى بشأن السياسات النقدية، حيث يمكن أن تؤثر هذه القرارات على حركة الأسواق بشكل كبير.
كيف كان أداء سوق السندات الأمريكية يوم أمس الاثنين؟
انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.53% يوم أمس الاثنين، بعد أن كان 4.62% يوم الجمعة الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر.
ما هي توقعات الأسواق لسوق السندات الأمريكية اليوم الثلاثاء؟
من المتوقع أن يستمر سوق السندات الأمريكية في تسجيل طلب مرتفع على السندات يوم الثلاثاء، مما قد يؤدي إلى بقاء العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بالقرب من 4.53% أو حتى انخفاضه أكثر. مع استمرار المخاوف الاقتصادية وتقلبات أسواق الأسهم، يتوقع أن يسعى المستثمرون إلى الأصول الآمنة، مما يدعم الطلب على السندات الحكومية. أي تصريحات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية قد يكون لها تأثير ملحوظ على تحركات العوائد في السوق.
ماذا عن أداء العملة الرقمية بيتكوين أمس الاثنين؟
شهدت عملة البيتكوين تداولات بالقرب من 102,000 دولار في الآونة الأخيرة، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعًا إلى حوالي 107,000 دولار في عطلة نهاية الأسبوع، لكنها ارتفعت عن أدنى مستوى لها الذي بلغ أقل من 98,000 دولار خلال الليل. وكانت العملة الرقمية قد سجلت رقمًا قياسيًا تاريخيًا بنحو 109,000 دولار الأسبوع الماضي، مدفوعة بالتفاؤل بشأن السياسات التي قد يتبناها إدارة ترامب المؤيدة للعملات الرقمية، والتي يُتوقع أن تدعم مصلحة هذه الأصول.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تستمر أسواق العملات الرقمية في التحرك ضمن نطاقات متقلبة اليوم الثلاثاء. قد تواصل البيتكوين التداول حول 102,000 دولار، مع احتمال حدوث تقلبات بين 98,000 دولار و107,000 دولار، في ظل التأثيرات المتباينة للتفاؤل بشأن السياسات المواتية للعملات الرقمية. في الوقت نفسه، قد يشهد الإيثريوم بعض التحركات، مع تداول محتمل في نطاق 1,600 إلى 1,750 دولار. في حال استمرار الضغوط في الأسواق المالية العالمية، قد تتأثر العملات الرقمية الأخرى، مما يؤدي إلى تذبذبات في الأسعار.
تراجع أسعار الذهب وسط موجة بيع عبر الأسواق العالمية وزيادة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في تعاملات يوم أمس الاثنين، حيث تأثرت بتواصل موجة البيع التي اجتاحت أسواق الأسهم العالمية وانتقلت إلى مختلف فئات الأصول. مع زيادة القلق في الأسواق المالية، بدأت الاتجاهات تتحول نحو أصول أخرى، خاصة في ظل اهتمام المستثمرين المتزايد بشركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في جذب الانتباه بعيدًا عن الذهب.
عند إغلاق السوق، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 1.45%، ما يعادل 40.5 دولار، ليصل السعر إلى 2738.40 دولار للأوقية. هذا الانخفاض يعكس تأثيرات تقلبات السوق العالمية والبحث عن فرص استثمارية جديدة، خصوصًا في القطاعات التكنولوجية المتقدمة.
ومن من المتوقع أن يشهد الذهب تداولات متقلبة يوم الثلاثاء، مع احتمالية تحرك الأسعار في نطاق بين 2700 و2750 دولارًا للأوقية، في ظل تأثير التذبذب في الأسواق المالية العالمية. إذا استمر الاتجاه نحو الأصول الأكثر أمانًا، فقد يرتفع الذهب إلى مستويات قريبة من 2800 دولار للأوقية.
وبالنسبة للنفط، فقد تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة تقارب 2% في تداولات يوم الاثنين، حيث تعرضت لضغوط نتيجة تراجع الطلب على النفط وسط القلق العام في الأسواق المالية وارتفاع الاهتمام بالأسواق التكنولوجية. هذا الانخفاض يعكس ضعف المعنويات في السوق النفطية، التي تأثرت بتقلبات الأسواق العالمية والمخاوف الاقتصادية.
كيف كان أداء سوق الفوركس يوم أمس الاثنين؟
سجل سوق الفوركس (سوق العملات الأجنبية) يوم أمس الاثنين تقلبات ملحوظة، حيث شهدت بعض العملات الرئيسية تراجعًا طفيفًا مقابل الدولار الأمريكي. انخفض اليورو بنسبة 0.3% بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2%. في المقابل، شهد الين الياباني استقرارًا نسبيًا، مع تقلبات طفيفة بلغت حوالي 0.1%.
ما هي توقعات سوق الفوركس اليوم الثلاثاء؟
من المتوقع أن يشهد سوق الفوركس يوم الثلاثاء تحركات محدودة مع احتمالية استمرار قوة الدولار الأمريكي. قد ينخفض اليورو بنسبة 0.2% إلى 0.3% مقابل الدولار، بينما قد يشهد الجنيه الإسترليني تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% إلى 0.2%. في المقابل، من المرجح أن يحافظ الين الياباني على استقراره أو يشهد تقلبًا طفيفًا بنحو 0.1% في الاتجاهين.